يتصدّر هذا الجدار محرابٌ تحتَ عقدٍ. نرى تحت المحراب عدداً من التماثيل النصفيّة الجنائزيّة أمّا عن المحراب نفسِهِ فيشغَلُهُ أشخاصٌ يشاركون في مأدبةً فوق سرير من النوع المألوف في المدافن التدمريّة. عُثِرَ على كافّة هذه العناصر مبعثرةً على الأرض وأُعيدَ تركيبُها لاحقاً. هناك نحتان جانبيّان بارزان يكتنفان النحت المركزي، ونرى فيهما كهنةٌ يستلقون على سريرٍ تجلسُ امرأةٌ في نهايته ويظهر في الخلفيّة النصف الأعلى لاثنين من الفتية. هناك أربعةٌ من الكَهَنة، اثنان في المنتصف وكاهنٌ على كلٍّ من الجانبين، ثيابهم پارثيّة من عصرٍ متأخّر، مع سترةٍ يتوسّطُها شريطٌ عريضٌ مطرّز. يشكلّ الكاهن الثاني على السرير المركزي استثناءً بسترته اليونانيّة وعبايته. غطاء الرأس مكلّلٌ بالتاج الكهنوتي ونرى في اليد اليسرى إناءً للشراب. الرداء النسوي كنايةٌ عن سترةٍ سابغة تحت معطف، والرأس يعتمرُ عمامةٌ تتدلّى خصلات الشعر تحتَها على الجانبين. تمسكُ السيّدة طَرَف معطفها بيدها اليسرى.
تحصر قوائم السرير المبرومة، المنحوتة على الطراز التدمري، تماثيلاً نصفيّةً لكهنة ونساء. تحملُ هياكلُ الأسرّة فرشاً ووسائد مطرّزة وموشّاة بأشرطة.
توحي تقنيّة النحت وطراز الزخارف بأنّ الحنية الغربيّة تعود إلى نهاية القرن الثاني للميلاد، أمّا الحنية الجنوبيّة، التي سبق وتعرضنا لها، فتعود إلى مطلع نفس القرن.
النصّ تعريب بتصرّف عن عبد الحقّ (صفحة ٥٤-٥٥).
الصور: عابد عيسى و دينا البدوي (٢٠٢٢).
من مقتنيات متحف دمشق الوطني.
Sélim et Andrée Abdul-Hak. Catalogue Illustré du Département des antiquités Gréco-Romaines au Musée de Damas, 1951.



No comments:
Post a Comment