Tuesday, April 8, 2025

روح دمشق

 



أنقُلُ في الأسطر التالية عن الصفحتين ١٨٧ - ١٨٨ من كتاب Geiger الصادر عام ١٩٣٢. الصورة من نفس المَرْجِع. أعتقد أنّ الخيال الأدبي للمؤلّف لَعِبَ دوراً لا بأس به في هذا الوصف الساحر. 


"بيد أنّ روح المدينة وما يعطي الحياة لكلِّ ما فيها، بيوتها، جوامعها، حمّاماتها، مقاهيها، أسواقها، هو الماء. الماء الذي يجري في سواقٍ وسبلٍٍ وفسقيّات وأحواضٍ وسقايات لا عدّ لها ولا حصر، منها النافورة وراء شبّاك المسجد الصغير الذي أراه من نافِذَتي! ليست رومية عينها على هذه الدرجة من الغِنى بالماء المتدفّق! كنوز دمشق التي طالما أُنْشِدَت فيها المدائح ما هي إلّا ماء بردى وأبنائِهِ ثورا ويزيد إلى آخر الأنهار التي تختفي - خصوصاً الرئيس منها - في المنازل. فليُحْظَر تنفيذ مخطّط  المهندِس القاضي ببناء أرْصِفة على طول بردى! ما هذا التخريب! طبيعة المدن القديمة في المغرب مُصانة. إذا أراد المعنيوّن اقتفاء أثَر الغرب في الأحياء الجديدة فليكن ولكنّني أهيب بكم أيّها الدمشقيّون ألّا تمسّوا ما أعطى مدينتكم فِتْنَتَها وغِناها وجَذَبَ السيّاح إليها وألّا تسمحوا لأحدٍ بالمساس به!".  





André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 187-188). 

Âme de la cité

No comments:

Post a Comment