Sunday, April 27, 2025

عهد الحبّ، عشتروت، وأدونيس

 



الصورة من قصر العظم وكتاب "سوريّا ولبنان" الصادر عام ١٩٣٢ للأديب الفرنسي Geiger. النصّ الآتي تعريب عن نفس المصدر:


ينطبق وصف القرآن تمام الانطباق على دمشق وهو بكل بساطة ... وصف الجنّة! 


دخلتُ المدينةَ للمرّةِ الأولى بعد ظهر أحد أيّام الربيع الجميلة عندما صادفتُ جماعاتٍ من النساء المبرقعات يصدحنَ بين الآس وأشجار السرو، وكأنّهنَّ تماثيلٌ حيّةٌ تتسربلُ بثيابِ الأقدمين. تختصّ هذه النباتات التي تُدْعى ثِمارُها "حبّ الآس" بهذا النوع من اللقاءات التي تتجدّدُ خلالَها، كما يبدو، عهود الوفاء، قبل قطاف أغصان هذه الأشجار العزيزة على سيّدة قبرص Kypris  - عشتروت ووَضْعِها على قبور الأحبّة الراحلين. تشكّل هذه الطقوس في المشرق الإسلامي، كما هو الحال في سائر ممارسات الحياة اليوميّة، استمراراً لمشاهدٍ مألوفةٍ منذ أقدم الأزمنة، يمتزج فيها الألم مع الرغبة، والحبّ مع الموت. من يدري؟ ألا يتردّد في هذه العبارات النائية التي أعجز عن فَهْمِها صدى ترانيم وأناشيد أعياد أدونيس عبر القرون؟ 





André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 189-190).

Serments d'amour


No comments:

Post a Comment