عن Geiger عام ١٩٣٢:
بالكاد يتجاوز عَرْضُ نهر بردى عرضَ قناةٍ ومع ذلك تُشتَقُّ منهُ ألوفٌ مؤلّفةٌ من مجاري المياه. هناك جِسْرٌ واسعٌ تخال أسفَلَهُ يلامسُ اليمَّ يقودنا إلى شارعٍ تنتصبُ في نهايتِهِ محطّة الحجاز الأنيقة. بإمكان المرء أن يشتري منها بطاقةً إلى المدينة أو مكّة إذا كان مسلماً أمّا إذا كان من "الكَفَرة" العادييّن فإلى القاهرة. نرى مختلف الأوابد على رصيف النهر: السرايا، الشرطة، الحكومة وعلى مسافةٍ بسيطةٍ مها مركز البريد. ساحةُ المرجة الرحبة هي مركز دمشق الحديثة ويمكن اعتبارها بمثابة الأغورا اليونانيّة أو الفورم الروماني وفيها نرى المواكب أيّام الأعياد والتظاهرات؛ هذا لأنّ المدينة، كما قيلَ لي، شديدة العفويّة في تحرّكاتها، وعلى اعتبار أنّها جميلة وثريّة فقد عايشت على مدى العصور العديد من التقلّبات: الحرائق، الزلازل، الثورات، الحروب وسائر البلايا التي لا تسلم منها حياة المدن البشريّة خصوصاً في المشرق. من حسن الحظّ أنّ الأنقاضُ تُرْفَع بسرعة كلّ مرّة ليعاد البناء. أليس الاستسلام لقضاء الله وقَدَرِهِ في منتهى الحكمة؟
يحتّل عمودٌ أبتر مركز ساحة المرجة، أسلوبٌ غريبٌ لتمثيل أعمدة البرق - مأثرة تركيّة - الهدف منه الرمز إلى صلة الوصل البرقيّة وعبر سكّة الحديد بين الشام وجزيرة العرب.
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p. 175-176).
No comments:
Post a Comment