اللوحة بريشة الفنّان Marchand (١٨٨٢ - ١٩٤١) والنصّ تعريب عن كتاب "سوريّا ولبنان" للأديب Geiger عام ١٩٣٢:
أخالُ أنّني أقلِبُ صفحةً من الكتاب المقدّس في كلٍّ من هذه المناظر الطبيعيّة!
بيد أنّ رؤيا دمشق، شامة المشرق، مستلقيةً باسترخاء بألوانها البيضاء والورديّة والسمراء وَسَط محيطِها الأخضر الواسع الامتداد، سرعان ما تطرد غلواء هذه الصور الأميل إلى الكآبة. المدينةُ أشبه بجَسَدِ امرأةٍ عاشقة أو عروس بحرٍ على وشك ممارسة سِحْرِها. سيأتي الليل قريباً، ليلُ رمضان، ومعه الظلام الدامس الذي لا يبقي من الشمس إلّا تردّدات باهتة لأشعَّتِها الواسعة المدى.
فجأةً أضاء النورُ المآذن إذ شكّت السلطانة لآلئَها وأحجارها الثمينة. ما أشبه هذه المنارات الساطعة بالعقود المعلّقة والتيجان التي يتطاير شَرَرُ نيرانِها الحمراء والخضراء ويمتزج فيها الياقوت والزمرّد اللامع عندما تخطّ في الهواء الفيروزي المذهّب انعكاسات أضوائها وكأنّها زخارف عربيّة سحريّة أو آيات قرآنيّة.
سحرٌ شرقيٌّ مفْرِطٌ في فتْنَتِهِ!
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p. 193).
No comments:
Post a Comment