Tuesday, April 29, 2025

ثلاثُ مآذنٍ دمشقيّة

 


عن Geiger عام ١٩٣٢


مآذنُ دمشق مبثوثةٌ كالأشواك على طول المدينةِ وعَرْضِها وهي مختلفةٌ تمام الاختلاف عن مآذن القسطنطينيّة الرشيقة - الأشبه بالشمعة تحت المِطْفأة -، ومنارات شمال إفريقيا الضخمة الرباعيّة المسقط. معظم مآذن الشام غريبة الشكل، غائرة، أو بصليّة، وكأنّها قِطَعٌ على رقعةِ شطرنجٍ هائلة الاتّساع. مئذنة العروس في الجامع الكبير استثناءٌ عن القاعدة بِبُرْجِها الشاهق المربّع الذي تُلَطِّفُهُ شرفةٌ خضراء السقف. تشمخُ ذروةُ مئذنة عيسى المدبّبة إلى الأعالي استعداداً لاستقبال فادي العالم إذ يهبط من السماء في يوم الحساب ليلامسها بنَعْلِهِ. أخيراً هناك المئذنة الغربيّة المثمّنة بطوابِقِها الثلاث المنضّدة بعضها فوق بعض وأحجارها المبرقشة بعدّةِ ألوان، خصوصاً الأسود والأصفر، فسيفساءٌ حقيقيّةٌ تضطربُ من غَرابَتِها الألباب. 




André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 184-186).

Trois minarets damascains 

No comments:

Post a Comment