Saturday, April 19, 2025

نواحي الزبداني


 

وكتب الأديب الفرنسي Geiger عام ١٩٣٢ أيضاً:


"ليس ثمّة أسهل من الوصول إلى بلودان انطلاقاً من الزبداني. تقع بلودان على ارتفاع ١٤٠٠ متر وسيجعل الفندق الكبير الذي بُنِيَ مؤخّراً منها قبْلَةً للمصطافين. 


طاحون عتيق في جبال لبنان الشرقيّة 

يتّسع وادي بردى على مسافةٍ بسيطةٍ من الزبداني ويجري النهر الذي خفّ عنفوانُهُ في سلام وسط غياض أشجار الحور السوري الذي يمكن اعتباره حدّاً وسطاً بين الحور الباسق المدبّب في بلادنا ونظيره الإيطالي. يتميّز الحور المرهف في وادي بردى بالرشاقة والخفّة وتتجلّى فيه خصائص تذكّرنا بالصفصاف والسندر كما في جَذْعِهِ الرمادي الباهت الأبيض أو يكاد. أعدادُ أشجار الحور في هذه البلاد هائلةٌ  إلى درجةٍ لا تُصَدَّق وأخشابُهُ مستعملةٌ في كافّة مباني دمشق، باستثناء أوابِدِها الكبرى. تتلخّص عمليّة البناء برفع هياكل خشبيّة أو قوالب وإملائها بضربٍ من التربة الغنيّة الممزوجة بالقشّ وبهذه الطريقة نحصل على جدرانٍ لا غبار على مَتَانَتِها ومقاومتها. استُعْمِلَت هذه التقنيّة منذ أقدم الأزمنة واليوم يجري تعزيزُها بإسمنت الغرب المسلّح الذي بدأ بالظهور في البيوت الريفيّة المتكاثرة بين الظلال. 


الصورة الثالثة "أطلال في جبال لبنان الشرقيّة" هي في الواقع للمعبد الأثري في قرية دير العشائر ويظهر في الخلف سهل وبحيرة الغدران وفي العمق جبل المزار الذي يفصل دير العشائر عن سهل يعفور مع خالص الشكر للصديق العالِم الأستاذ عصام حجّار


أدين بإرشادي إلى لوحة المعبد (من الشمال إلى الجنوب) في كتاب Picturesque Palestine الصادر عام ١٨٨١ أيضاً إلى الأستاذ عصام وفيها نرى في العمق جبل حرمون. 



أطلال في جبال لبنان الشرقيّة





André GeigerSyrie et Liban 1932 (p.169-170).

Environs de Zabadānī

No comments:

Post a Comment