صورة من القلعة منذ حوالي مائة عام لنسيج دمشق العمراني مع حزام الغوطة الأخضر في الخلفيّة. النصّ الآتي معرّب عن الصفحة ١٨٨ من كتاب "سوريّا ولبنان" للأديب الفرنسي Geiger:
"إلى بساتين دمشق"، من منّا لم يحلم بالتماس الراحة فيها لبضعة أيّامٍ أو حتّى بالعيش فيها إلى الأبد؟ّ
"جنّاتُ ملذّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، حيث الغذاء متوافرٌ دائماً وأبداً والأشجار دائمة الخضرة... حيث يأمن الناس أشعّةَ الشمس الساطعة في ظلالِ أوراق النباتات وحيث تتدلّى الأغصان وتنوء تحت عبء ثمارها إذ اثّاقلت نحو الأرض. لا ترى العين إذ تُنَقِّل بَصَرَها في هذه المملكة الشاسعة إلّا كلّ ما تشتهيه وكلّ ما هو فاتنٌ وساحر ...".
تشكِّلُ هذه البساتين في الواقع إقليماً متكاملاً يمتدّ على طول خمسين كيلومتراً. ما الغوطة إلّا سلسلة متّصلة من آجام أشجار الحور والجوز والتين والمشمش وحقول الخضار التي تتخلّل الأشجار حيث ينتشر عددٌ لا نهايةَ له من الجداول الموزّعة بحكمةٍ ودرايةٍ وفق نظامٍ معقّدٍ ودقيق، كما في مزارع المسلمين في الأندلس.
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p. 188).
No comments:
Post a Comment