مزيدٌ ممّا كَتَبَه الأديب الفرنسي Geiger عن دمشق عام ١٩٣٢ والصورة من قصر العظم عن نفس المصدر:
"هناك من يرغب في رؤية ما يذكّره بدمشق الخلفاء التي يقول البعضُ أنّها دَرَسَت دون أثر. غير صحيح! هناك أوّلاً فسيفساء الوليد من القرن الثامن للميلاد التي اكْتُشِفَت مؤخّراً تحت قناطر الصحن في جامع بني أميّة الكبير والتي تعطينا فكرةً عمّا كان عليه الحال آنذاك. صحيح أنّ التفاصيل قد تختلف مع مرور الزمن بيد أنّ الوضع العامّ متشابه. لا تزال الطيّارات على أسطح المنازل مطليّةً بالأزرق السماوي والأخضر الباهت. لا تزال الحدائقٌ مختبئةً خَلْفَ جدران الدور الكبيرة بصحونها المبلّطة النديّة من مياه البحرات المثمّنة الأضلاع والتي تعبق فيها أزهار شجر البرتقال والكبّاد. هناك أيضاً الإيوان المعقود والأشبه بردهةٍ في الهواء الطلق حيث تستقبلُنا الضيافةُ الشرقيّة في الظلّ نهاراً أو تحت ضوء النجوم ليلاً. أضف إلى ذلك القاعات الرائعة في الداخل وبعضها أيضاً مزوّد ببحرَتِهِ الخاصّة التي ينجبس الماء من نوافيرها. جدران هذه الحجرات الرحبة مكسوّةٌ بالرسوم والقولبات والمرايا المتلألئة تحت أشعّة الشمس التي تتخلّل النوافذ قرب سقوفٍ غاية في الارتفاع، كما في دور العبادة. هنا يكمن سحر دمشق الأبدي بكلّ عنفوانِهِ".
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p. 186-187).
No comments:
Post a Comment