Wednesday, April 30, 2025

فلّاحو دمشق وغجرها

 


النصّ الآتي عن الدكتور Lortet حوالي عام ١٨٨٠ والصورة عن الأديب Geiger في كتاب "سوريّا ولبنان" الصادر عام ١٩٣٢: 


يُطْلَقُ اسم "القروييّن" على الفلّاحين الذين استقرّوا في سهل دمشق وهناك ما يشير إلى كونهم أحفاد الآرامييّن. يمتزج الإباء مع الهناء في محيّا هؤلاء الريفييّن ومعاملة العثمانييّن لهم أقلّ سوءاً من سائر مزارعيّ الإقليم. يعود السبب في هذا التسامح إلى دراية أبناء ريف دمشق باستعمال البنادق للدفاع عن أنفُسِهِم ضدّ مضطهديهم إذا اقتضى الأمر من جهة، ولجوئهم بين الحين والآخر إلى الدروز في حوران أو البدو في الصحراء حيث لا يستطيع أو لا يجرؤ بلطجيّة الباشا على ملاحقتهم من جهةٍ ثانية. 


هناك غالباً العديد من البوهيمييّن أو الغجر أو النَوَر كما يسمّيهم العرب في دمشق والقرى المحيطة ولهؤلاء زعيم يتواصل بانتظام مع السلطات العثمانيّة. يمارس الغجر هنا، كما في كلِّ مكان، تجارة الخيول والحمير والبغال وقراءة الطالع والسرقة عندما تسنح لهم الفرصة؛ ويسكنون في أزقّةٍ معيّنةٍ في حيّ الميدان وفي الريف تحت الخيام المصنوعة من مزق القماش والأكواخ المبنيّة من بضعٍ من أغصان الأشجار. يتميّز النَوَر بالعيون اللوزيّة والأنوف المستقيمة والشعر المعقوص القليل التجعّد ممّا يسهّل التعرّف عليهم. لون بشرتهم عموماً أكثر اسمراراً من البدو أمّا نسائهم فشديدات الملاحة جميلات القوام تراهنّ دائماً حالياتٍ بالفضّة تغلِبُ الخفّةُ والغنج على سلوكهنّ. تمارس نساء الغجر، عمليّاً دون استثناء، مهنة الرقص منذ نعومةِ أظفارهنّ.



 

Texte: Louis Lortet. La Syrie d'aujourd'hui. Voyages dans la phénicie, le Liban et la Judée 1875-1880. Paris, Hachette 1884 (p. 574 et 600). 
Photo: André GeigerSyrie et Liban 1932. 

No comments:

Post a Comment