"ثُمَّ أَخَذَ الْعَبْدُ عَشَرَةَ جِمَال مِنْ جِمَالِ مَوْلاَهُ، وَمَضَى وَجَمِيعُ خَيْرَاتِ مَوْلاَهُ فِي يَدِهِ. فَقَامَ وَذَهَبَ إِلَى أَرَامِ النَّهْرَيْنِ إِلَى مَدِينَةِ نَاحُورَ.
وَأَنَاخَ الْجِمَالَ خَارِجَ الْمَدِينَةِ عِنْدَ بِئْرِ الْمَاءِ وَقْتَ الْمَسَاءِ، وَقْتَ خُرُوجِ الْمُسْتَقِيَاتِ."
الصورة الملحقة من كتاب "سوريّا ولبنان" للأديب الفرنسي Geiger وهي تعود إلى العام ١٩٣٢ (تاريخ النشر) أو قبل. الآيتان أعلاه هما رقم ١٠ و ١١ من الإصحاح الرابع والعشرين لسفر التكوين. ذكّر السبيل في الصورة الكاتب بقصّة رفقة وأليعازر الدمشقي كما سنرى في السطور التالية. السؤال هنا عن هويّة السبيل قيد الحديث والذي أسماه المؤلّف "سبيل قرب القبور المقدّسة" وعلّ المقصود قبور الأولياء. يتبيّن من سياق الحديث أنّه صادف هذه القبور وهذا السبيل خلال عبوره بوّابة الله جنوب حيّ الميدان. لا أعلم إذا كان السبيل لا يزال موجوداً ولا ما اسمه أو اسم واقِفه. أترك الكلام للراوية:
"تجمّع الناس حول السبيل القريب يتناولون اللبن وهو نوعٌ من الحليب المتخثّر الذي يُعْتِبِر أحد مقوّمات الغذاء الرئيسة في سوريّا بأسرها. هل هذا السبيل هو نفسه بئر الماء حيث أناخ أليعازر الأمين إبله المحمّلة بالهدايا عوضاً عن القمح؟ أليعازر الذي أرسِلَه إبراهيم إلى دمشق، التي سكن فيها أخوه ناحور، ليأتي بحليلةٍ لابنه إسحق؟ هل سنرى الصبيّة الفاتنة رفقة خارجةً من وسط هذه المجموعة من النساء المتّشحات اللواتي يرتدين قباقيب الخشب الأسود المرصّع بعرق اللؤلؤ، وهل ستقدِّمُ لنا هذه الصبيّة الشراب؟ كلّا! لم يأتِ صوب الماء إلّا شابّ فارع الطول، أسمر اللون، عارٍ أو يكاد، يحمل على كتفِهِ إبريقاً دمشقيّاً صغيراً من الصلصال الأسود من النوع الذي حَمَلَته خطيبة إسحق بمنتهى العذوبة والذي كرّس ديمومَتَه من أقدم الأزمان".
الصورة الثانية لامرأتين من الريف قرب دمشق من النسوة اللواتي أحيين في Geiger ذكرى رفقة.
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p. 215-216).
Fontaine près des Saints Tombeaux
No comments:
Post a Comment