تتصاعد الصلوات إلى الله من أكثر من ثلاثمائة جامع خمس مرّاتٍ في اليوم. هذه المساجد في دمشق بمثابة الكنائس لدينا وهذه الأصوات التي تتقاطع فوق رؤوسنا نداء المؤذّنين إلى المؤمنين. تختلطُ مختلف أنواع الثياب الخلّابة إلى درجةٍ يعجزُ عنها الوصف في أسواق المدينة الزاخرة بالطرابيش، والعمائم، وأغطية الرأس المطرّزة من كلّ شكلٍ ولون، والأخمرة، والمعاطف، والسترات، والسراويل العربيّة، والأزياء الأوروپيّة، والثياب الحريريّة، والأطقم. لا تشبهُ الجلبةُ التي يمتزج فيها صياح باعة الجرائد مع أصوات الصرّافة والسقّائين في شيء الضجّةَ الشنيعةَ في مدنِ الغرب الكبرى ولا تمنعنا غمغمة شوارع الشام من سماعِ الأصوات الجهوريّة الجميلة إذ تتعالى نحو السماء.
النصّ تعريب عن الأديب الفرنسي Geiger وكتاب "سوريّا ولبنان" عام ١٩٣٢ وصورة بائع الشراب (عرقسوس؟) من نفس المصدر.
André Geiger. Syrie et Liban 1932 (p.176-177).
No comments:
Post a Comment