Saturday, April 5, 2025

أسد قصر العظم: حثّي أم عموري؟

 


ذكر الأديب الفرنسي Geiger هذا الأسد في صحن قصر العظم بشكلٍ عابر في كتابِهِ "سوريّا ولبنان (منشورات ١٩٣٢) في الصفحة ١٨٧. ما قصّة هذا الأسد؟ المكتوب عنه بالعربيّة على حدّ علمي يكاد لا يستحقّ الذكر. 


تعود أسبقيّة الكتابة عن هذه التحفة إلى الباحثَيْن الفرنسييّن Dussaud و Macler في الصفحة ٤٢ من كتاب "بعثة إلى الأقاليم الصحراويّة في سوريّا الوسطى" الصادر عام ١٩٠٣ (ثبت المراجع أدناه). اقتصر ما أورداه على مقطع مقتضب عن "نحت بارز لأسد بازلتي ثقيل الطراز اكتُشِفَ قبل ثلاثة إلى أربعة أعوام في قرية الشيخ سعد". 


المصدر الثاني عالِم الآثار الفرنسي Contenau في سياق مقالِهِ عن المعهد الفرنسي للآثار والفنون الإسلاميّة عام ١٩٢٤. عدّد Contenau مآثر السيّد de Lorey، مدير المعهد، وفي جملتها (اعتباراً من صفحة ٢٠٧) جلب الأسد الشهير بهدف عَرْضِهِ في قصر العظم، مقرّ المعهد آنذاك. كتب Contenau أيضاً وصفاً مفصّلاً للنحت بما في ذلك أبعاده (ارتفاع ١٣٠ من عشيرات المتر وطول مترين ونصف المتر) وارتأى أنّ طرازه حثّي - سوري وأنّ تاريخه يعود إلى نهاية القرن الثاني عشر أو بداية القرن الحادي عشر قبل الميلاد. 


عاد Dussaud إلى حديث الأسد عام ١٩٢٦ وشكّك في استنتاجات Contenau واقترح بديلاً لها (صفحة ٣٤٥) أنّ النحت بالأحرى يعود إلى عهد مملكة باشان (النقرة) العموريّة المذكورة في كتاب العهد القديم. وهو بالتالي أقدم بمائتين إلى ثلاثمائة سنة. 


ألحقتُ بالمنشور صورتين إحداهما من بطاقة بريديّة قديمة والثانية حديثة ملوّنة وجيّدة الدقّة.





 


René Dussaud &  Frédéric MaclerMission dans les régions désertiques de la Syrie moyenne 1903 (p. 42).
Georges ContenauL'Institut français d'archéologie et d'art musulmans de Damas. Syria. Archéologie, Art et histoire  Année 1924  (5-3  pp. 203-211).
René DussaudL'art syrien du deuxième millénaire avant notre ère. Syria. Archéologie, Art et histoire  Année 1926 (7-4  pp. 336-346).

Photo: André GeigerSyrie et Liban 1932 (p. 187). 

Un lion hittite 

No comments:

Post a Comment