بدأت قبل حوالي ثلاثة أشهر جولةً افتراضيّةً في متحف دمشق الوطني استناداً إلى ما استطعت جمعه من الكتب والصور والأدلّة. ليس في نيّتي التعرّض لمقتنيات سائر المتاحف السوريّة ولا أحقّ في استعراضها من أهلها ومن هم أدرى منّي بها. مع ذلك هناك عاديّات دمشقيّة شديدة الأهميّة في بعضها تماماً كما هو الحال في متحف دمشق الذي يحتوي العديد من كنوز مدن الساحل والداخل السوري. التحفة قيد الحديث اليوم من محفوظات متحف حلب وأوردها هنا بصورة استثنائيّة نظراً لارتباطها الوثيق بتاريخ دمشق.
اسْتُعْمِلَ اللوح العاجي في الصورة في سياق زخارف أثاث مخصّص للمراسم أمّا عن العثور عليه فقد كان في قصر حاكم حداتو الآشوري. تواجدت هذه المدينة قرب الحدود السوريّة - التركيّة الحاليّة وجنوب شرق عين العرب وكانت مركزاً للإمبراطوريّة الآشوريّة في شمال سوريّا بيد أنّ اللوح أتى من مكانٍ آخر، ضمن الأسلاب التي استحوذ عليها الآشوريّون من قصور الأمراء الآرامييّن في البلاد التي فتحوها، وخصوصاً دمشق التي تعرّضت للاستباحة والنهب عام ٧٣٢ قبل الميلاد. يحمل أحد الألواح اسم حزائيل "ملك آرام" الذي امتدّ ملكه في دمشق من ٨٤٥ إلى ٨٠٥ قبل الميلاد (هناك خلاف على التواريخ الدقيقة) وأبلى البلاء الحسن في صموده ضدّ الآشورييّن.
اللوح لأبي هول مجنّح له رأس إنسان وجسم أسد. هذا النموذج مستعار من مصر ويشير استعمالُهُ هنا إلى كفاءة الحرفييّن الآرامييّن في اقتباس المواضيع الفنيّة من البلاد التي احتكّوا معها ودَمْجِها في نتاجهم المحلّي.
المصدر: أرسلان طاش (حداتو قديماً).
العصر: الحديدي (حوالي ٨٠٠ قبل الميلاد).
المادّة: العاج.
الأبعاد: ٧٩ في ٥٨ في ١٠ من معاشير المتر.
الصورة بعدسة Jacques Lessard.
من مقتنيات متحف حلب الوطني.
Michel Fortin, Syria, Land of Civilization. Les Éditions de l'Homme, Musée de la Civilisation de Québec 1999.
No comments:
Post a Comment