كتيّب عن دمشق باللغة الإنجليزيّة لمؤلّفِهِ الدكتور يوسف سمارة (*)، موجّه للسيّاح ، من منشورات فندق سميراميس زمن الوحدة. لا ريب أنّ عدداً لا بأس بهِ من النسخ بقي في حوزة الناشر بعد الانفصال، ومنه اللجوء الصبياني إلى شطب "العاصمة الثانية للجمهوريّة العربيّة المتّحدة" بخطّ اليد، لتصبح دمشق "عاصمة الجمهوريّة العربيّة السوريّة" . أبعاد الكرّاس ١٥ في ١١ من عشيرات المتر، وعددُ صفحَاتِهِ ٦٤، تزّينها ٣٦ صورة بالأبيض والأسود متواضعة النوعيّة. أضف إلى ذلك خريطةً مطوية، لا بأس بها لزائر المدينة العابر، أبعادُها ٢٨ في ٤٠ من عشيرات المتر، عليها عددٌ من أهمّ معالم المدينة. كلّ هذا في متناول السائح لقاء ليرتين سوريّتين فضيّتين.
تعرّفُ مقدّمة الكتاب المدينة وغوطتها بشكلٍ مبتسر، ننتقلُ بعدها إلى ١٥ صفحة يختلط فيها التاريخ مع الأساطير مع البهارات التي تتخلّلها الكليشيهات المعهودة التي لا غنى عنها في الكتب المحليّة. لغة الكتاب الإنجليزيّة معقولة ومفهومة، وإن لم تخل من الأخطاء التي كان من الممكن تلافيها بالمراجعة والتدقيق. ينطبق هذا أيضاً على أسلوب صياغة الجمل.
يتناولُ مَتْنُ الكتيّب الأماكنَ الجديرة َبالزيارة في دمشق، بدايةً بالجامع الأموي، ويتعرّض إلى الشارع المستقيم وضريح صلاح الدين والمكتبة الظاهريّة وقصر العظم وخان أسعد باشا وكنيسة حنانيا وأبواب المدينة والتكيّة السليمانيّة وسوق الحميديّة والمتحف الوطني والقلعة وغيرها. المعلومات شديدة الاختصار، لا تشفي غليل الباحث المدقّق، بيد أنّها تفي باحتياجات النزلاء ومن لا يملك المزيد من الوقت والاهتمام والفضول.
يختم المؤلف بنبذةٍ عن صيدنايا ومعلولا ومعرض دمشق.
من البدهي أن هذا الكرّاس الصغير لا يرقى، لا في نَصِّهِ ولا صورِهِ، إلى المتوافر في الأسواق حالياً؛ ولكن إذا أخذنا بعين الاعتبار الزمن والثمن والجمهور المُسْتَهَدف، وأنّ النقدَ أسهلُ بكثيرٍ من الإبداع، وأنّه بالنتيجة كتابُ جيبٍ ليس غير، نتوصّلُ إلى نتيجةٍ مفادُها أنّ "الحسنات يذهبن السيئات". لجيل آبائِنا الفضل، ومنّا الشكرُ والتقدير.
(*) لم أنجح في الحصول على أي معطيات عن الدكتور سمارة، بيد أنّ صديقي العزيز الدكتور بسّام ديّوب تلطّف فزوّدني بالمعلومات الآتية:
يوسف سمارة فنّان يحفر ويرسم، ودكتور في الاقتصاد، ورجل قانون وأدب، تولّى الإدارة الفنيّة لشؤون السياحة، وانتدب لحضور اجتماعات الجمعيّة العموميّة الخامسة للاتّحاد العربي الدولي للسياحة في الرباط حزيران - تمّوز ١٩٦٥، وكان لديه ترخيص لمجلّة اسمها المعرض. نُشِرَ له مقال بعنوان "قصّة الأبجديّة" عام ١٩٨٦. هناك ما يشير إلى علاقةٍ له مع الحزب القومي السوري.
No comments:
Post a Comment