ولد جدّ أبي كامل بن صالح قدح عام ١٢٧٤ للهجرة (الموافق ١٨٥٧ - ١٨٥٨ للميلاد) ووافته المنيّة في الثالث والعشرين من صفر عام ١٣٣٥ (الموافق التاسع عشر من كانون أوّل ديسمبر عام ١٩١٦). التُقِطَت الصورة الملحقة التي أملك أصلَها قبل وفاتِهِ بفترةٍ قصيرة وهي الوحيدة المتبقيّة له على حدّ علمي.
تقتصر معرفة الغالبيّة العظمى من الناس بأصولهم على جيلين أو ثلاثة وكلّ ما عدا ذلك لا يخرج عن رواياتٍ متداولة وقيلٍ عن قال باستثناء المشاهير بطبيعة الحال. عاصَرْتُ جدّي عشرين عاماً قبل وفاتِهِ عام ١٩٨٠ أمّا أبي فقد شاءت الأقدار أن يلِدَ بعد خمسة عشر عاماً من وفات جدِّهِ لأبيه ومع ذلك بذل قصارى جَهْدَهُ للاستفسار عنه وجمع أكبر قَدَر ممكن من المعلومات ممّن كان لا يزال على قيد الحياة من معارفِهِ. كافّة المعطيات الآتية منقولة مع التصرّف من أوراق أبي.
كان كامل قدح ضابطاً في الجيش العثماني اشترك في حروب البلقان زعمت أختُهُ لاحقاً أنّ رتبَتَهُ خُفِّضَت إلى بكباشي وأنّه أُرْسِلَ إلى اليمن إثر اصطدامه مع رئيس الطوراني المتشدّد وأنّه عاد منها مريضاً إلى بيته في الشاغور الجوّاني (زقاق البرغل خانة ٤٠. المقصود بالخانة household). أشار الناصحون على كامل بالتماس الشمس والهواء النقي في حيّ المهاجرين بعيداً عن رطوبة المدينة وهَوَامِها ويبدو أنّه فعل ذلك بدلالة تعرّفهِ على إحدى الأسر القاطنة هناك وزواج أحد ابنائه من إحدى بناتها أمّا من الناحية الصحيّة فلم يحقّق تغيير الإقامة الشفاء المأمول إذ لفظ كامل أنفاسَهُ الأخيرة ودُفِنَ في مقبرة المهاجرين (أو مقبرة الفواخير أو زين العابدين في طلعة شورى). اختيار المقبرة بحدّ ذاتِهِ دليل إضافي على انتقاله من الشاغور إلى المهاجرين قبل وفاته بفترة قصيرة.
ترك كامل عدداً من الأولاد، الصورة الملحقة، ووثيقةً كتابيّةً بالتركيّة قبل أن يحوّل أتاتورك أبجديّتها من العربيّة إلى اللاتينيّة. ستكون الوثيقة موضوع المنشور المقبل.