من هم الهاجريون؟
صدر كتاب أقل ما
يمكن القول عنه أنه مثير للجدل عن مطابع
جامعة كامبردج عام 1977 للأكاديميين
باتريشيا كرون (1945-2015) ومايكل
كوك (1940-) يتناول
أصول الإسلام من وجهة نظر مختلفة جذرياً
عن الدراسات التقليدية التي تعتمد في
تأريخ الإسلام على النصوص الإسلامية.
يقول المؤلفان في
المقدمة ودون مواربة أنه لا يمكن لأي مسلم
مؤمن ان يتقبل آرائهما وأن الكتاب "كتبه
كفار وهو موجه لقراء كفار".
وجهة نظر المؤلفين
ببساطة أن المصادر الإسلامية مغرضة أولاً
وأنها دونت بالشكل الذي نعرفه حالياً بعد
أجيال من الأحداث التي تصفها ثانياً وكان
الحل الذي لجأ إليه الكاتبان بناءً عليه
هو البحث في المصادر الغير عربية التي
عاصرت اللأحداث التي غيرت تاريخ الشرق
الأدنى والبشرية في القرن السابع للميلاد
والمقصود هنا المصادر السريانية والعبرية
واليونانية واللاتينية والأرمنية وهلمجرا.
كلمة "الهاجرية"
مشتقة من هاجر جارية
إبراهيم وأم إسماعيل وللمؤلفين تفسير
آخر يربط الكلمة بالهجرة والمقصود هنا
خروج العرب من الجزيرة العربية لغزو
الهلال الخصيب والشرق الأدنى وليس الهجرة
من مكة إلى المدينة والتي لا ذكر لها خارج
المصادر الإسلامية. يترتب
على ذلك نتائج لعل أهمها تلبس محمد لدور
موسى كمخلص قاد شعبه إلى أرض الميعاد
وبالتالي نستطيع أن ننظر لبداية الإسلام
كدمج للقيم اليهودية مع القوة البربرية
وهنا يشير الكاتبان أن مصطلحات "إسلام"
و"مسلمين"
ظهرت للمرة الأولى (أو على الأقل حسب ما نعرفه حالياً)
في قبة الصخرة عام
691 للميلاد.
شهدت العقود اللاحقة
بالطبع تطور الإسلام من ديانة قبلية وإله
الإسلام من إله قبلي على غرار اليهودية
إلى دين ذي طموحات كونية مثله في ذلك مثل
المسيحية وإن اختلفت الأساليب.
رفض معظم الأكاديميين
النتائج التي توصل إليها المؤلفان
وبالنتيجة تراجع الكاتبان نفسهما ولم
يعد طبع الكتاب ولكن لحسن الحظ يمكن تحميله
بالمجان على الشبكة.
تجدر الإشارة هنا
إلى مقال هام للسيدة كرون عام 2008
يمكن إعتباره مسك
الختام و أختصر أهم ما ورد فيه كما يلي:
1.لا شك بكون محمد
شخصية تاريخية فهو مذكور في مصدر يوناني
خلال سنتين من التاريخ المفترض لوفاته
على أبعد تقدير كنبي دجال ظهر بين العرب
مسلحاً بسيف ومزوداً بعربة.
2. رسالة محمد واضحة
من خلال القرآن والذي لا يخبرنا الكثير
عن حياة محمد وإن أعطانا فكرة اكثر من
وافية عن فكره والعقيدة التي بشر بها.
3. مكان الدعوة بعيد
عن الوضوح إذ ليس هناك ذكر لمكة قبل
الفتوحات خارج المصادر العربية ولربما
استطاع علماء الآثار في المستقبل ان يجدوا
أدلة في هذا الصدد وإن كان التنقيب في
الأماكن المقدسة حالياً من المحرمات.
https://www.opendemocracy.net/faith-europe_islam/mohammed_3866.jsp
No comments:
Post a Comment