Sunday, December 11, 2016

ما هو الإسلام الحقيقي ومن هم المسلمون الحقيقيون؟

ينعت الخطاب الرسمي بشكل عام والسوري خصوصاً منظملت داعش والنصرة ومشتقاتها وعن حق بالتكفيرية إذ أنها ترفض التعددية وتعتبر كل الفئات التي تختلف عنها مارقة عن الإسلام وملحدة من الإثني عشرية "الروافض" إلى الصوفيين مروراً بالعلويين "النصيريين" والدروز والاسماعيليين وهلم جرا.

كلام لا غبار عليه ولكن وللإنصاف لا بد من التعرض لما يمكن تسميته "التكفير المعاكس" وما أكثره! من منا لم يقرأ على صفحات التواصل الاجتماعي عبارات من نوع "لو كان هذا الداعشي أو النصروي مسلماً أو يعرف الإسلام لما قال كذا وكذا ولما فعل كذا وكذا"؟

هذا التحليل مفهوم ولكنه ليس منطقياً. يمكن أن نتهم موتوري الدولة الإسلامية بالكثير ولكنهم مسلمون دون أدنى شك ولسبب بسيط: أنهم يعرفون أنفسهم كمسلمين ويؤمنون بإسلامهم كما يفهمونه ويمكن بنفس المحاكمة أن نصل إلى نفس النتيجة فيما يتعلق بالكثير من السفاحين عبر التاريخ من أبي العباس (الذي لا يخجل أحد من وصفه بالسفاح) مروراً بتيمورلنك الورع ونهاية بكثير من سلاطين آل عثمان الذين استهلوا حكمهم بذبح جميع الذكور من إخوتهم.

لكل إنسان كامل الحق بتحديد هويته وكما لا يوجد "مسيحية واحدة" (مع احترامي للكاثوليك) فلا يوجد "اسلام واحد"وكما نعترف بعروبة من عرف نفسه "عربياً" فيتحتم علينا أن نسلم باسلام من عرف نفسه كمسلم.

قبولنا هوية زيد أو عمر لا علاقة لها بحب أو كراهية ولا بصداقة أو عداوة. من حاربني أحاربه ومن سالمني أسالمه بغض النظر عن هويته كما يحددها هو دون سواه ومن العبث إضاعة الوقت كي أثبت له أو كي يثبت لي من منا أكثر فهماً للنصوص الدينية ومن منا هو المسلم الحقيقي.

المسلم "المعتدل" مسلم والمسلم "المتطرف" مسلم أيضاً شئنا أم أبينا والجميع على الرأس والعين طالما مارسوا اسلامهم في بيوتهم وجوامعهم وطالما احترموا حريات الآخرين مسلمين كانوا أو غير مسلمين.


مكان الدين الطبيعي في المنازل والمعابد وبعيداً عن السياسة والقانون والمدارس العامة.  

2 comments: