Saturday, April 23, 2016

سوريا وعهد الإنفصال

عاشت سوريا عاماً و نصف العام من 28 أيلول 1961 إلى 8 آذار 1963 تحت ما سمي لاحقاً بنظام الإنفصال. بعد إنصرام أكثر من نصف قرن يمكن النظر إلى هذه الفترة كمرحلة إنتقالية شهدت آخر ظهور الرعيل القديم على المسرح السياسي و المقصود هنا زعامات سوريا التقليدية التي لعبت على مدى قرون دور الوسيط بين السلطة المركزية في القسطنطينية و من بعدها سلطات الإنتداب الفرنسي و بين الشعب السوري. هذا الرعيل القديم أو ما يطلق عليه بعض المؤرخين لقب "أعيان المدن" قادوا سوريا في مطلع عهد إستقلال إسماً (أي كواجهة للحكم العسكري في بداية عهد الإنقلابات) أو فعلاً حتى الوحدة مع مصر في شباط 1958 و عادوا إلى قيادتها بشكل أو بآخر أو على الأقل توهموا العودة بعد إنقلاب عبد الكريم النحلاوي عام 1961 و الذي أنهى تجربة الوحدة.



هناك إلى يومنا هذا من ينشد المدائح في عهد الإنفصال الذي خلص سوريا من "الطاغية" المصري (ذهب بعضهم إلى حد إعلان يوم الوحدة "يوم حداد وطني") و آخرون يلعنون هذه الفترة التي كرست تجزئة  "الأمة العربية" و لربما كانت الحقيقة تقع بين هذين النقيضين. في كل الأحوال تقتضي الموضوعية التذكير بأن من حكم سوريا في هذه الفترة الجيش و ليس المدنيين و أن الصراع على السلطة بين الضباط هو ما رسم الأحداث و أدى بالنتيجة إلى سقوط النظام. لربما إعتقد البعض أن مقاليد الأمور كانت بيد ناظم القدسي و خالد العظم و مأمون الكزبري و غيرهم من الزعامات المدنية التقليدية و لكن من "حل و ربط" بالنتيجة من وراء (أو حتى من أمام) الكواليس كان الجيش و طبعاً لا يختلف عهد الخمسينات "الديمقراطي" في هذا الصدد عن عهد الإنفصال لا قليلاً و لا كثيراً. 



لا يوجد الكثير من الكتب المخصصة لهذا العهد و معظم الموجود لا يتجاوز تبادل رخيص لإتهامات بدليل و غالباً دون دليل أو محاولات مبتذلة لتمجيد و تبرئة  الذات. أمثلة عن النوع الأول كتاب تافه لنهاد الغادري (والد فريد الغادري زعيم "حزب الإصلاح السوري" و صديق إسرائيل الروح بالروح) بعنوان "الكتاب الأسود في حقيقة عبد الناصر و موقفه من الوحدة و الإشتراكية و قضية فلسطين" و الذي يثبت بما لا يحتمل الشك أن عبد الناصر "عميل" و أنه "باعنا جميعاً". هناك أيضاً كتاب أو بالأحرى كتيب لا يقل تفاهة عن كتاب الغادري بعنوان "مؤتمر شتورا نهاية طاغية" و يضاف على هذين الكتابين خضم من المقالات الرخيصة تستمد وحيها من نفس المشكاة. 

النوع الثاني من الكتب هو مذكرات بعض أبطال هذه الفترة و أخص بالذكر "مذكراتي عن فترة الإنفصال في سوريا" للفريق عبد الكريم زهر الدين و الذي كرس لوطنية و إخلاص و عفوية و نزاهة زهر الدين و التي جوزيت بالجحود و التآمر و الأنانية و قصر النظر من الجميع. أذكر أحد فقرات الكتاب عندما ذهب زهر الدين (بروايته هو) إلى ناظم القدسي رئيس الجمهورية و طلب منه أن يعترف بالإنقلاب العراقي و غضب القدسي (و بحق و إن كان هذا الحق أكثر مما يمكن أن يستوعبه ذهن زهر الدين البليد) و أجاب زهر الدين بضيق "يا أخي خلونا نعرف نشتغل أو تعالو عدو محلنا". كتاب آخر يستحق التنويه هو مذكرات خالد العظم و التي طبعاً تشمل حياته السياسية و ليس فقط فترة الإنفصال و لكنه بالنتيجة لم يحد عند نهج أمثال زهر الدين في مدح الذات و هجاء الآخرين بإسثناء أنه كان أحد لهجة في الشتيمة و التخوين. 

ليس تحمل المسؤولية و الإعتراف بالخطأ من شيم السياسيين عموماً لا في سوريا و لا في غيرها و طالما أقنع هؤلاء أنفسهم خلافاً لكل منطق بتجردهم و مثاليتهم و أستشهد هنا بمقطع من المقابلة المتلفزة و المطولة بين عبد الكريم النحلاوي الذي قام بأكثر من إنقلاب في فترة الإنفصال و بين إعلامي الجزيرة أحمد منصور بعد خمسة عقود من الأحداث أعلاه عندما برر النحلاوي نهجه بأنه و جماعته كانوا يحاولون "منع تدخل الجيش بالسياسة" و ما كان لمحاور مخضرم كمنصور أن يمرر فرصة كهذه للسخرية من النحلاوي فأجاب: "كل ده و ما تدخلتوش بالسياسة؟! أمال لو كنتو تدخلتو بالسياسة كنتو عملتو إيه؟!". لربما كان كان النحلاوي يصدق فعلاً ما قاله أو لربما كانت زلة لسان و لكنه بالتأكيد لم يكن أول و لن يكن آخر من فكر بهذه الطريقة.



حمص



 حلب من القلعة



قلعة حلب



 قلعة حلب




قلعة الحصن


دمشق

محراب الجامع الأموي


قصر العظم


 التكية السليمانية


حلب 
حلب عاصمة سوريا الإقتصادية


عمود القديس سمعان


"قلعة سمعان"


حماة



جزيرة أرواد آخر معقل للصليبيين في سوريا



محطة الحجاز في دمشق



 البرلمان



 جامعة حلب


معمل في غوطة دمشق


No comments:

Post a Comment