حاربت الولايات المتحدة في الحرب العالميّة الثانية على عدّة جبهات في الشرق والغرب ولم تكن سوريا منها رغم أنها شهدت ولفترة قصيرة عام 1941 قتال الإنجليز مع حلفاءهم من الفرنسييّن الأحرار ضد قوات Vichy. على ما يبدو كان المسؤولون الأمريكيّون في إحدى المراحل يتحسّبون لإمكانية إرسال جيوشهم إلى الشام وهذا ما حدا قسم الحرب والبحريّة إلى طباعة دليل مختصر إلى سوريا عام 1942 وتوزيعه على الجنود وبالطبع كان هذا الدليل واحداً من عشرات الأدلة المماثلة لمختلف البلدان.
الكتيّب صغير الحجم 11 سم في 13 سم وخفيف الحمل يمكن بكل سهولة وضعه قي الجيب وعدد صفحاته حوالي الستين خصّص منها قسم لا بأس به لتعليم الجندي بعض العبارات الكثيرة الاستعمال في الحياة اليومية وكيفية لفظها بعربيّة معقولة. هدف المنشور بالدرجة الأولى كسب ود السورييّن في الحرب ضد هتلر الذي "يسعى للسيطرة على العالم" وهو يذكّر القرّاء أن الكثير من السورييّن تلقّوا العلم في الجامعة الأمريكية في بيروت وأن سوريا بلد صديق يحبّ أهله الأمريكان بدليل أنهم حاولوا وضع أنفسهم تحت إنتداب أمريكي في أعقاب الحرب العالميّة الأولى وبالتالي فسيرحّبون بالجيش الأمريكي بكل تأكيد. المقصود بسوريا طبعاً وكما نرى في الخريطة المرفقة سوريا ولبنان مع ذكر مختصر لفلسطين.
يقدّم الكاتب أو الكتّاب بعض أهمّ المدن السوريّة بشكل مختصر فبيروت مدينة يلتقي فيها الغرب مع الشرق واللاذقية تزرع التبغ الممتاز الذي تستعمله بعض الماركات الأمريكيّة وأما دمشق فقد نالت حصة الأسد إذ خصّص المؤلفون لها صفحة كاملة ونيف. الباب التالي يتحدّث عن السورييّن البالغ عددهم 3,5 مليون منهم ربع مليون بدوي يعيشون على لحوم وألبان حيواناتهم وتقتصر حاجاتهم الإضافيّة على القهوة والسكّر والتبغ. ينصح الدليل القارىْ في أكثر من موضع أن يتجنّب أي مناقشة في الدين ويسرد بسرعة أركان الإسلام ويطلب من الجندي أن يعامل المسلمين برفق في شهر رمضان وأن يتوقع ضيق خلقهم وعجزهم عن العمل بكفاءة خلال الصيام وبالطبع ليس كل السورييّن مسلمون.
أهرق الكاتب كميّة لا بأس بها من المداد لتعليم الجندي الأمريكي أصول التعامل مع السوريين اخترت منها ما يلي:
- لا تضرب السوري وتذكّر أن الكثير من السورييّن يحملون الخناجر ويمهرون في استعمالها.
- لا تبول في وجود السوري.
- لا ترفض السيجارات أو القهوة عندما يقدّمها مضيفك واشرب القهوة حتّى الثمالة.
- لا تغازل أو تتحرّش بالنساء وفي كلّ الأحوال لن نتجح مساعيك إذ أن البغايا يلتزمن محلّات معيّنة ولن تجدهن في الشوارع.
- لا تبصق بالقرب من جامع ولا تدخّن.
- لا تتعرّى أمام السورييّن.
- لا تأكل الخنزير أمام السورييّن ولا تشرب الكحول ولا تقدّمه لهم.
- اطرق الباب عندما تدخل إلى بيت وإذا أجابتك امرأة أعطها ما يكفي من الوقت لتنسحب.
- لا تجلب الكلاب إلى بيوت السورييّن.
- عندما تتعرّف على سوري اسأله عن صحّته.
- كن لطيفاً مع الشحّاذين وأعطهم بعض الفكّة.
- ساوم على الأسعار ولكن كن مهذّباً.
- استعمل عقلك ومحاكمتك وتذكّر أنك ممثّل غير رسمي لبلادك وسفير لنواياها الحسنة.
ختاماً هناك بعض المعلومات المفيدة كالتعريف بالعملة المحليّة (الليرة السوريّة تعادل 46 سنت أمريكي والليرة الفلسطينيّة 4 دولارات) والتقويم الهجري والأوزان والمقاييس.
No comments:
Post a Comment