تعرّضت سابقاً إلى أحدث (؟) أدلّة متحف دمشق الوطني الصادر في السادس من شباط فبراير عام ٢٠٠٨ وأنّه متوافر بالإنجليزيّة والإسپانيّة على الأقلّ. من المحتمل وجود نسخة عربيّة ولكنّني لم أنجح في العثور عليها وأجد نفسي بالتالي مضطّراً إلى نقدِهِ انطلاقاً من النصّ الإنجليزي.
حسنات الكتاب
- تبويب لا بأس به وومخطّطات واضحة أفضل وأسهل متناولاً من الأدلّة السابقة.
- مئات من الصور الملوّنة الجيّدة - على صغر حجمها - وبعضها يصعب العثور عليه في المراجع العامّة وعلى الشبكة.
- حجم صغير (١٤٤ صفحة) ومعلومات مختصرة موجّهة للهواة والسيّاح بالدرجة الأولى وهم الأكثر عدداً بطبيعة الحال.
- يتعرّض الكتاب لبعض المواقع التي أغفلتها معظم الأدلّة السابقة (إيبلا مثلاً) ولا غرابة في ذلك نظراً للفترات الزمنيّة المتباعدة لصدور هذا النوع من الكتب في سوريّا.
مساوئ الكتاب ليست بالقليلة مع الأسف:
- لغة انجليزيّة ركيكة إلى درجةٍ يصعب معها تفسير بعض الفقرات ما لم يكن القارئ ملمّاً بالموضوع. للإنصاف هذه النقيصة شائعة في كثير من المؤلّفات التي صدرت تحت رعاية الجهات الرسميّة اعتباراً من السبعينات خلافاً لما كان الحال عليه في مطلع عهد الاستقلال. باختصار الكتاب بحاجة ماسّة إلى محقّق لغوي.
- لا يذكر الكتاب مصادره مكتفياً بستّة مراجع مثبتة في نهايته.
- الصور غير معنونة والكاتب يفترض أنّ القرّاء قادرين على ربط الصورة بالنصّ. هناك صفحات تقتصر على الصور في غيابٍ كاملٍ للنصّ.
- أبعاد العاديّات غير مذكورة ويستحيل من المعلومات المتوافرة تمييز ما بلغ ارتفاعه متراً أم عشر المتر.
- أخطاء متواترة في تهجئة أسماء العلم.
- مصدر ومكان حفظ الكثير من العاديّات غير مذكور. بعضها من مقتنيات متحف حلب (ولربّما متاحف أجنبيّة) وكان خيراً وأولى، في عملٍ مختصرٍ من هذا النوع، لو اقتصر الدليل على موجودات متحف دمشق الشديد الغنى.
- أخطاء تاريخيّة فاضحة في بعض المواضع (الخلط بين السلطان أحمد الأوّل ومحمود الأوّل صفحة ١٠٩ والزعم أنّ صلاح الدين دُفِنَ في المدرسة العادليّة صفحة ١٢٥) وفكاهيّة في مواضع ثانية (عمّد شاول القدّيس بولس الصفحة السابعة). الكتاب بحاجة إلى محقّق تاريخي.
- خلط الحابل بالنابل حتّى فيما يتعلّق بالأساطير الشهيرة (حرب طروادة بين الطروادييّن والأثينييّن كانت بسبب اختطاف أثينا صفحة ٢٤). لا داعي للشرح إذا كان خاطئاً وتكفي الإشارة إلى الحرب الطرواديّة بكل بساطة.
- تسييس الكتاب والكليشيهات المعهودة: "الانحطاط في العهد العثماني"، الاستعمار"، "الحركة التصحيحيّة" (صفحة ٨) و"الجيوش الإسلاميّة تحرّر سوريّا من بيزنطة" (صفحة ٧). لربّما كان هذا مفهوماً لمراعاة اعتبارات الرقابة ومشاعر الناس ولكن الكتاب بالإنجليزيّة وليس للاستهلاك المحلّي.
سأتعرّض لبعض محتويات الكتاب (المخطّطات والصور بالدرجة الأولى) في المستقبل القريب.
No comments:
Post a Comment