وصف عدنان الجندي طاولةً من العاج في "الدليل المختصر" لمتحف دمشق الوطني (إصدار عام ١٩٦٩) بعد ترميمها على يد الخبير التقني للمديريّة العامّة للآثار والمتاحف رئيف حافظ. يعود الفضل في اكتشاف هذه التحفة إلى الفرنسي Schaeffer في موسم تنقيب موقع رأس شمرا للعام ١٩٥٣. كافّة المعلومات الآتية + الصورة + الرسمين الملحقين مأخوذة عن مقال نشرته مجلّة Syria عام ١٩٥٤ وهي بالطبع تعكس الوضع قبل الترميم.
تمّ العثور على الطاولة قيد الحديث أو بالأحرى ما تبقّى منها إلى جوار اللوح العاجي الذي سبق التعرّض إليه. تدعى الطاولات من هذا النوع بالفرنسيّة guéridon وتتميّز بصِغَرِها وشكلها المستدير واستنادها على قائم مركزي أو عدّة قوائم. وجد المنقّبون الطاولة مقلوبةً رأساً على عقب ومهشّمةً كلّ التهشيم إذ تجاوز عددُ شظاياها العشرين ألفاً تمّ جمعها بمنتهى العناية وترتيبها على يد السيّد حافظ وزميله Forrer.
بقي من القائم المركزي القسم العلوي فقط بشكل تاج جميل تزيّنه أوراقٌ زخرفيّة أمّا الجذع الدارس فقد ارتكز على الأرجح على أرجل عاجيّة شبيهة بأقدام الأسد بدلالة البقايا المبعثرة في نفس المكان.
بلغ قطر صينيّة الطاولة ١٠٧ من عشيرات المتر. قسمت قضبانٌ عاجيّةُ هذه الصينيّة إلى أربع مناطق تتوسّطها في المركز وردةٌ زخرفيّة. بلغ عرض المنطقة الخارجيّة المكوّنة من العاج الأصمّ ٧ - ٨ من عشيرات المتر حافّتها مشكّلة من عقود نصف دائريّة دقيقة أشبه بالإكليل feston حُشِيَت فراغاتٍهِ باللازورد أو الزجاج الملوّن. بلغ ارتفاع الحافّة خمساً وعشرين من معاشير المتر. لا تتجاوز سماكة طبق الطاولة العاجي المخرّم ٢ - ٣ من معاشير المتر ومنه ضرورة وجود ركيزة خشبيّة لم يبقَ لها أثر.
تفاصيل المناطق الأربع من المركز إلى المحيط:
- الوردة الزخرفيّة.
- تحتوي المنطقة الداخليّة حول الوردة على حيوانات خرافيّة وطيور أو آباء هول مجنّحة مع أزهار وزخارف نباتيّة.
- المنطقة المتوسّطة فيها أسود مجنّحة أو آباء هول تنشب براثنها في الضواري المستلقية حول الشجرة المقدّسة.
- المنطقة الخارجيّة فيها عدّة مجموعات من الفتخاوات griffons الكبيرة تيسط أجنحتها حول الشجرة المقدّسة.
محمّد أبو الفرج العشّ وعدنان الجندي وبشير زهدي. المتحف الوطني بدمشق، دليل مختصر. المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ١٩٦٩.
No comments:
Post a Comment