هناك ثلاثة نقوش كتابيّة للسفيرة، اكْتُشِفَ اثنان منها عام ١٩٣٠ وهما اليوم من مقتنيات متحف دمشق الوطني أمّا الثالث فقد عُثِرَ عليه عام ١٩٥٦ وكان من حصّة متحف بيروت. النصّ الكامل للكتابات متوافر على الويكيبيديا العربيّة وأقتصر اليوم على نبذةٍ عن أحدها كما وردت في دليل متحف دمشق.
اكْتُشِفَ هذا النصب الكبير في قناة سجين (؟!) ونُقِلَ إلى قرية السفيرة قرب حلب. تمثّلُ هذه اللقية أقدم وثيقة باللغة الآراميّة (*). النقوش شبيهةٌ بالكتابات الفينيقيّة القديمة جرى تنفيذها بعناية تسمح بقراءة النصّ من مسافةٍ لا بأس بها ويعطينا جمال الخطّ فكرةً عن الكتابة الآراميّة في القرن الثامن قبل الميلاد. يحمل النصب نصّ معاهدة عقدها ملكان من سوريّا الشماليّة: الأوّل بار-غايا (أو بار-جايا) ملك كيتوك والثاني متي-إيل (أو متيع-إيل) ملك أرفاد (لربّما تلّ رفعت). متي-إيل (أي "حفظه الله") معروف في النصوص الآشوريّة كأحد خصوم تغلات فلاصر الثالث الذي دمّر مملكة أرفاد عام ٧٤٠ قبل الميلاد بعد حصارٍ دام أربعة أعوام. تنصّ هذه المعاهدة على أشنع العقوبات وأوخم العواقب لمتي-إيل ومملكته فيما إذا خرق بنودها وتحتلّ هذه الكتابة المطوّلة وجهيّ النصب. بعض ما جاء فيها:
"وسبع مرضعاتٍ يدهنّ أثداءهنّ ويرضِعنَ طفلاً فلا يشبع
وسبع أفراس يرضِعنَ مهراً فلا يشبع
وسبع بقرات يرضِعنَ عجلاً فلا يشبع
وسبع نعاج يرضِعنَ حملاً فلا يشبع..."
المادّة: البازلت.
العصر: الحديدي (منتصف القرن الثامن قبل الميلاد).
الأبعاد: الارتفاع ١٣١ من عشيرات المتر، العرض ٦٦ عشير المتر، سماكة القاعدة ٣٤ عشير المتر.
النصّ: عدنان الجندي.
متحف دمشق الوطني.
(*) تمّ العثور لاحقاً على نصّ آرامي أقدم من نقش السفيرة سيأتي دوره.
محمّد أبو الفرج العشّ وعدنان الجندي وبشير زهدي. المتحف الوطني بدمشق، دليل مختصر. المديريّة العامّة للآثار والمتاحف ١٩٦٩.
No comments:
Post a Comment