Wednesday, October 30, 2024

تجسّد قوى الجحيم

 


أطيب التهاني بمناسبة عيد الخوف Halloween (أو عيد جميع القدّيسين) الذي اخترت بمناسبته قصّة الجميلة النائمة كما روتها Disney عام ١٩٥٩.   

الرواية بالطبع أقدم من ذلك بكثير ولها أكثر من سلف وهناك اختلاف في التفاصيل حسب المؤلّف والزمان المكان. أقتصر في الأسطر الآتية على مختارات من قصّة ديزني. 


كانت البداية باحتفال ملك وملكة بلد أسطوري من القرن الرابع عشر بمولد (أو تعميد) ابنتهما الأميرة فجر Aurora التي حضرها الكثيرون من عليّة القوم من كلّ حدبٍ وصوب. مع الأسف  أغفل الأبوان دعوة  الجنيّة الشريرة Maleficent (١) التي استشاطت حنقاً وصبّت جام غضبها على الطفلة بتعويذة خلاصتها أن تَخِزَ فجر إصبعها على مغزلٍ مدبّب وتموت قبيل عيد ميلادها السادس عشر (٢). تلطّفت الأقدار في أشخاص الجنيّات الطيّبات الثلاث fairies، صديقات العاهلين المفجوعين، اللواتي خفّفن اللعنة إلى غيبوبةٍ طويلة يقتضي الاستيقاظ منها قبلةً من أميرٍ يقع في غرام الأميرة الغارقة في سباتها. 



لا داعي للدخول في تفاصيل روايةٍ يعرفها الجميع، اخترتها للهلع الذي أوقعته في قلوب الأطفال إزاء مشهد Maleficent في قلب البلاط الملكي تستمطر سحرِها ولَعْنَتِها على الأميرة دون أن يتجرّأ أحدٌ على مواجهتها والتصدّي لها أوّلاً، ثمّ عندما حوّلت الجنيّة الشرّيرة نفسها إلى تنينٍ عملاق ينفث اللهب في وجه الأمير Phillip وهي تهدُر: 


"آن الأوان، أيّها الأمير، أن تواجهني أنا، وتواجه معي جميع قوى الجحيم في الكون".


Now shall you deal with me, O prince, and all the powers of hell!


تنتهي الرواية بطبيعة الحال، كما هي القاعدة في قصص الأطفال، بارتداد السحر على الساحر وتفوّق الخير على الشرّ وهزيمة وموت Maleficent و"جميع قوى الجحيم"، وانتصار الحبّ وزواج الأميرة والأمير وحياةٍ طويلةٍ سعيدة لهما معاً في تباتٍ ونبات أنجبا خلالها صبياناً وبنات إلى أن أتاهما هازم اللذات ومفرّق الجماعات. 


هيهات أن يكون واقع الدنيا بهذا الجمال وهذه البساطة.     





(١)  لربّما كان التعريب الأفضل "مؤذية"، عكس "مفيدة" أو "نافعة" Beneficent. 

(٢) تشبه الحبكة من بعض الأوجه أسطورة زفاف ثيطس وفليوس اليونانيّة وتلعب Maleficent دوراً مشابهاً للربّة Eris التي أدّت نَقْمَتُها إلى حربٍ ضروس ودمار طروادة.




No comments:

Post a Comment