عشرون عاماً مضت على نشر هذا الكتيّب الجميل من قبل المديريّة العامّة للآثار والمتاحف. يحاول المهندسان هزار عمران وجورج دبورة من خلال ٩٠ صفحة من القطع الصغير تقديم المختصر المفيد عن قلعة دمشق وقد نجحا في ذلك إلى حدّ بعيد في نصّ تتخلّله عشرات الصور بالأبيض والأسود من نوعيّة مقبولة مع عدد لا بأس به من الخرائط ولمن يرغب في المزيد من المعلومات أرفق المؤلّفان في نهاية البحث خمسة مصادر (أحدها ألماني وآخر فرنسي وإثنان بالإنجليزي وأخيراً دراسة الدكتور ريحاوي باللغة العربيّة).
يمكن بشكل تقريبي تقسيم العمل إلى قسمين: الأوّل لمحة تاريخيّة منذ العهد السلجوقي (لا نملك دليلاً مقنعاً على وجود القلعة قبله) وحتّى أواخر القرن العشرين والجزء الثاني وصف عماري وفنّي للقلعة يختمه عرض لنقوشها الكتابيّة البالغة الأهميّة من الناحية التاريخيّة. يمكن قراءة الكتيّب من الجلدة إلى الجلدة في أمسية وهذا ميزة لا بأس بها لمن لا يملك ما يكفي من الوقت للغوص في بطون الأسفار والمجلّدات المطوّلة.
بنيت القلعة وأعيد بناؤها على مرّ العصور. استعمل بناتها أحجاراً جلبوها من شتّى المصادر ومنها معبد جوبيتر الروماني. القلعة الحاليّة تعود إجمالاً إلى مطلع القرن الثالث عشر الميلادي وهي أكبر من القلعة السلجوقيّة السابقة. بالنسبة لوصف الحصن تبدأ الجولة حول الأسوار من الخارج من الغرب إلى الشرق ثمّ ننتقل إلى جولة مماثلة داخل السور.
هناك بعض المآخذ ومنها:
١. صفحة ٣٤ الخلط بين علي بك الكبير والي مصر في النصف الثاني للقرن الثامن عشر ومحمّد علي باشا مؤسّس السلالة العلويّة في مصر وواليها في النصف الأوّل من القرن التاسع عشر.
٢. مع الأسف لا يوجد معجم للمصطلحات التقنيّة. كلمات مثل البدنة والقبوة و"الحجارة النحيتة" والساكف والمدماك والرواشن وغيرها معروفة للأخصّائييّن وقد لا تكون كذلك للهواة. الكتاب حجماً وتفصيلاً موجّه للهواة بالدرجة الأولى.
٣. الصفحات ٨٩ إلى ٩١ مخصّصة لنقوش الكتابات ولكن صور هذه النقوش موجودة في صفحات سابقة وأحياناً يربط النصّ النقش مع الصفحة الخطأ. في رأيي من الممكن تحسين هذه الطريقة في العرض دون كبير عناء.
شكراً جزيلاً للكاتبين وأملي أن تقوم وزارة الثقافة والجههات المعنيّة بمراجعة العمل وإعادة طباعته مع التنقيح والتعديل حسب الحاجة. قلعة دمشق كنز وطني يحقّ لنا جميعاً أن نفخر به.
No comments:
Post a Comment