تبقى كتب باتريك سيل "الصراع على سوريا" الذي صدر في منتصف الستينات و "الأسد" أفضل ما أنتجه في حياته المهنية الغنية. تفصل بين الكتابين فترة تتجاوز العشرين عاماً تحولت فيها سوريا بقيادة الأسد (كما يبدو من العناوين) من جائزة تتصارع عليها القوي الإقليمية و العالمية إلى طرف في الصراع الإقليمي في الشرق الأدنى.
المؤلف بريطاني من مواليد 1930 و توفي عام 2014. كان من تلامذة ألبرت حوراني (1915-1993) مثله في ذلك مثل كاتب سيرة الأسد الإسرائيلي موشيه ماوز و صدر كتابيهما عن الأسد في نفس العام أي 1988 و يسبق كتاب ماوز عمل سيل ببضعة أشهر و لكن كتاب سيل أغنى مادة و يبقى بعد ثلاثة عقود أكمل و أفضل سيرة للرئِيس الراحل وعل أحد الأسباب أن سيل كان يستطيع مقابلة المسؤولين السوريين و في مقدمتهم الأسد نفسه إضافة لأولاده بشرى و باسل مما يتعذر تحقيقه على أكاديمي إسرائيلي.
أهدى سيل الكتاب إلى قرينته السابقة السيدة رنا قباني إبنة الدكتور صباح قباني شقيق شاعر دمشق و سوريا العظيم نزار قباني. يقسم الكتاب إلى قسمين: الأول يغطي خلفية الأسد و طريقه إلى السلطة و الثاني قيادته من 1971 و حتى منتصف الثمانينات و مع الأسف لم تصدر طبعة ثانية تغطي الفترة حتى وفاة الرئِيس السوري عام 2000 والتي شهدت أحداثاً جساماً أهمها على الصعيد الدولي سقوط الإتحاد السوفيتي في نهاية عام 1991 و هو العام الذي بدأ بحرب الولايات المتحدة ضد العراق فيما عرف "بعاصفة الصحراء". من نافل القول أن سيل إستمر في الكتابة عن العرب عموماً و سوريا خصوصاً إلى النهاية بمهنية و إخلاص و عاصر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 (و كان معارضاً له من الألف إلى الياء) كما عاصر بدايات ما يسمى بالربيع العربي في سوريا و كان لا مناص أن يتهمه البعض بالتشبيح و من سخرية الأقدار أن السيدة رنا قباني و التي ساعدته في تنقيح مسودة كتابه عن الأسد أصبحت من الثوار (المعتدلين طبعاً) مع كثير من المثقفين السوريين المغتربين.
|
رئِيس الجمهورية الدكتور نور الدين الأتاسي مع وزير الدفاع حافظ الأسد |
|
الأسد مع قرينته السيدة أنيسة مخلوف و إبنته بشرى |
|
الدكتور هنري كيسنجر حبيب العرب |
|
الأسد مع ميخائيل غورباتشوف في موسكو عام 1987. غير سقوط الإتحاد السوفيتي الكثير في الشرق الأدنى |
No comments:
Post a Comment