لم يعد المشفى الوطني مع نهاية ثلاثينات القرن العشرين كافياً لتلبية حاجات دمشق التي تضاعف عدد سكّانها خمس مرّات منذ إنشائه في أواخر القرن التاسع عشر ولفتت صحيفة القبس في مقال نشرته في كانون أوّل عام ١٩٣٨ أنّ المستشفى الوطني (الحميدي أو الغرباء سابقاً) خاصّ بالمعهد الطبّي وليس بالمدينة ككلّ.
تعيّن على مشافٍ إضافيّة المساهمة بتدريب طلّاب السنة السادسة في المعهد الطبّي كمشفى Victoria (الإنجليزي أو بالأحرى السكوتلندي) والمشفى الفرنسي أو مشفى Saint Louis في دمشق والمشفى الدانماركي في النبك وقدّم الفرنسيّون دعماً ماليّاً لمشافيهم ومدارسهم إضافة إلى المدارس الخاصّة لجميع الطوائف كما دعموا ميتم القدّيس يوسف في دمشق.
تأسّست جمعيّة المواساة الخيريّة في دمشق عام ١٩٤٦ واختير الدكتور حسني سبح (رئيس الجامعة السوريّة) رئيساً لها وبوشرت حملة لجمع التبرّعات كان أكبر المساهمين فيها السيّد عبد الهادي الربّاط بمبلغ ربع مليون ليرة (قدّرت كلفة المشفى الإجماليّة بخمسة ملايين وثلاثمائة ألف ليرة). تعهّد الفرنسيّون والإنجليز كذلك بالمساهمة بمواد البناء.
أدرجت صحيفة القبس أسماء أعضاء الهيئة التأسيسيّة لجمعيّة المواساة التي ضمّت خمسة وعشرين عضواً منهم حسني سبح وسليم الشلّاح وعبد الهادي الربّاط.
اختارت الجمعيّة في البداية شارع بغداد لبناء المشفى وعدلت عن هذا الخيار بسبب عقبات إداريّة لتصطفي بالنتيجة بستان الهبل على مرتفع قرب ربوة النيرب بلغت مساحته ستمائة وأربعين قصبة. وضع الرئيس شكري القوّتلي حجر أساس المشفى في هذا المكان في احتفال رسميّ مهيب في الثاني من تمّوز عام ١٩٤٦. وصف الدكتور مرشد خاطر هذا الحفل وجرى بعدها تخطيط لبناء مساحته ١٧٠٤٠ متر مربّع مؤلّف من ثلاثة أقسام: شمالي بأربع طوابق ومتوسّط بثلاث طوابق مخصّصان للمرضى وجنوبي من طابقين مكرّس للإدارة.
أضيف المزيد من المشافي للجامعة اعتباراً من أواخر السبعينات بداية بمشفى الأطفال ولا تزال قصّة توسّع الجامعة في النصف الثاني من القرن العشرين بانتظار من يرويها على غرار ما فعله الدكتور عبد الكريم رافق بمنتهى الحبّ والدقّة والمهنيّة والموضوعيّة لملحمة نشوئها وأولى خطاها.
No comments:
Post a Comment