Monday, May 1, 2023

عذارى عاقلات وعذارى جاهلات

 


النصّ الآتي من الإصحاح الخامس والعشرين من إنجيل متّى (الآيات الأولى إلى الثانية عشرة).


حِينَئِذٍ يُشْبِهُ مَلَكُوتُ السَّمَاوَاتِ عَشْرَ عَذَارَى، أَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَخَرَجْنَ لِلِقَاءِ الْعَرِيسِ.
وَكَانَ خَمْسٌ مِنْهُنَّ حَكِيمَاتٍ، وَخَمْسٌ جَاهِلاَتٍ.
أَمَّا الْجَاهِلاَتُ فَأَخَذْنَ مَصَابِيحَهُنَّ وَلَمْ يَأْخُذْنَ مَعَهُنَّ زَيْتًا،
وَأَمَّا الْحَكِيمَاتُ فَأَخَذْنَ زَيْتًا فِي آنِيَتِهِنَّ مَعَ مَصَابِيحِهِنَّ.
وَفِيمَا أَبْطَأَ الْعَرِيسُ نَعَسْنَ جَمِيعُهُنَّ وَنِمْنَ.
فَفِي نِصْفِ اڵَّليْلِ صَارَ صُرَاخٌ: هُوَذَا الْعَرِيسُ مُقْبِلٌ، فَاخْرُجْنَ لِلِقَائِهِ!
فَقَامَتْ جَمِيعُ أُولئِكَ الْعَذَارَى وَأَصْلَحْنَ مَصَابِيحَهُنَّ.
فَقَالَتِ الْجَاهِلاَتُ لِلْحَكِيمَاتِ: أَعْطِينَنَا مِنْ زَيْتِكُنَّ فَإِنَّ مَصَابِيحَنَا تَنْطَفِئُ.
فَأَجَابَتِ الْحَكِيمَاتُ قَائِلاتٍ: لَعَلَّهُ لاَ يَكْفِي لَنَا وَلَكُنَّ، بَلِ اذْهَبْنَ إِلَى الْبَاعَةِ وَابْتَعْنَ لَكُنَّ.
وَفِيمَا هُنَّ ذَاهِبَاتٌ لِيَبْتَعْنَ جَاءَ الْعَرِيسُ، وَالْمُسْتَعِدَّاتُ دَخَلْنَ مَعَهُ إِلَى الْعُرْسِ، وَأُغْلِقَ الْبَابُ.
أَخِيرًا جَاءَتْ بَقِيَّةُ الْعَذَارَى أَيْضًا قَائِلاَتٍ: يَا سَيِّدُ، يَا سَيِّدُ، افْتَحْ لَنَا!
فَأَجَابَ وَقَالَ: الْحَقَّ أَقُولُ لَكُنَّ: إِنِّي مَا أَعْرِفُكُنَّ.


يمكن النقر هنا لمن يريد تفسيراً مفصّلاً لهذه القصّة الرمزيّة أمّا الآن فحسبنا القول أنّ العذارى الخمس هنّ الحواس الخمس (النظر والسمع والشمّ والذوق واللمس) وأنّ المقصود بالعذارى كلّ من يحفظ حواسّه من الدنس. يشير الزيت إلى الأعمال الصالحة والعرس (الأبدي) إلى ملكوت السماوات أمّا العريس فهو بالطبع الربّ المسيح الذي أغلق الباب في وجه الجاهلات. 



رأينا كيف رفض Kraeling ومعظم الأخصّائييّن هذا التأويل للوّحة الكبرى على النسق الأدنى للجدارين الشرقي والشمالي من كنيسة دورا أوروپوس بسبب الباب المفتوح أوّلاً و"الناووس" ثانياً. رأينا أيضاً أنّ Peppard قبل هذا التفسير مخالفاً في ذلك آراء من سبقه:


- يهدف الباب المفتوح في رأي Peppard إلى دعوة الحضور باتّجاه جرن المعموديّة على الجدار الغربي للردهة السادسة. باب السماء والعرس الإلهي مفتوح دائماً وأبداً  "للحكيمات" وبالتالي لا يقتصر دوره على استبعاد "الجاهلات". 

- تستند فرضيّة Kraeling وزملاءه على تفسير البنية الضخمة على اليسار (الجدار الشمالي) كناووس وتتداعى كبيت من الورق إذا كان الحال بخلاف ذلك. قد تمثّل هذه البنية "غرفة الزفاف" أو غرفة العرس الربّاني أو الكنيسة إذا شئنا. تعرّض Kraeling لهذا الاحتمال ولكنّه انتهى إلى نبذه بيد أنّ هذا المفهوم المجازي والشعائري موثّق ومعروف في المسيحيّة كما كانت في سوريّا قديماً. انتهى الأمر بالدكتور Peppard إلى ترجيح كفّة "غرفة الزفاف" أو bridal chamber في أعقاب دراسة متعمّقة ومقارنة للنصوص واللوحات التي عالجت نفس الموضوع عبر التاريخ بما فيها الصورة الملحقة للحاجز الأيقوني iconostasis في دير مار موسى الحبشي التي نرى فيها ثلاثاً (بقيّة المشهد تالفة) من العذارى الحكيمات يحملن المشاعل. 








William SestonL'église et le baptistère de Doura-Europos.

Carl Hermann Kraeling. The Excavations at Dura-Europos. Final Report. Volume VIII, part 2. The Christian Building 1967. 

Michael Peppard. The World's Oldest Church. Yale University Press 2016. 

No comments:

Post a Comment