Tuesday, May 23, 2023

عصيان الدروز وتمرّد دمشق

 


رأى هذا الكتاب النور عام ١٩٣٧ وهو مؤلّف تاريخي عسكري للجنرال Andréa الذي سنعود إلى سيرته. أوّل ما يلفت النظر هو العنوان بالخطّ العريض "عصيان الدروز" وتحته بخطّ أصغر "وتمرّد دمشق ١٩٢٥-١٩٢٦". بعبارةٍ ثانية مثّل جبل حوران (أو جبل الدروز أو جبل العرب) وليس دمشق ولا غوطتها التحدّي الأكبر بالنسبة لفرنسا على مبدأ القول الذي نسب إلى الرئيس الراحل أديب الشيشكلي (*):


"أعدائي أشبه بالأفعى: رأسها جبل الدروز ومعدتها حمص وذيلها حلب فإذا سحقت الرأس ماتت الأفعى".


سأقوم في الأسابيع القليلة المقبلة بتعريب مختارات من كتاب Andréa مع التركيز على النواحي الثقافيّة والجغرافيّة والسياسيّة على حساب النواحي العسكريّة التي أعطاها المؤلّف جلّ اهتمامه ولا عجب إذ تمثّلت مهمّته بالدرجة الأولى والأخيرة في إخماد العصيان - التمرّد (أو الثورة حسب وجهة النظر). لن أنقّح النصّ الأصلي أو ألطّفه وبالأحرى سأقتصر على تعليقات في الهوامش الهدف منها الإيضاح والتصحيح في حال وجود خطأ تاريخي (وليس خلاف رأي). منظور العمل استعماري بالطبع ولكن هذا لا يقلّل من أهميّته بأي حال من الأحوال "كشاهد على العصر" ساهم كاتبه في صنع الأحداث .


شرح الصورة الملحقة لغلاف الكتاب "علم درزي غنم في تلّ بركات في الثاني من حزيران عام ١٩٢٦". 






(*) أقدم ذكر عثرت عليه لهذا الكلام على لسان الشيشكلي ما كتبه الراحل پاتريك سيل Patrick Seale في الصفحة ١٣٢ من الطبعة الأصليّة (الإنجليزيّة) لدراسته "الصراع على سوريّا" الصادرة عام  ١٩٦٥ ومع الأسف لم يذكر سيل مصدره.






No comments:

Post a Comment