معبد عين الفيجة من الجنوب عام ١٧٤٥ حسب بوكوك |
لينابيع المياه في الشرق الأدنى قبل المسيحيّة مكانة خاصّة كأماكن عبادة ومبعث للحياة وهناك عدّة أمثلة على ذلك في مغارة أفقا مصدر نهر أدونيس (لبنان) وبانياس الجولان في حرمون ورأس العين قرب بعلبك وعين الفيجة (موضوعنا اليوم) وغيرها.
جميع المعلومات أدناه مأخوذة بتصرّف من مقال بالفرنسيّة بقلم Julien Aliquot و Pauline Piraud-Fournet (الرابط المرفق) يعود لعام ٢٠٠٨ هو أفضل ما عثرت عليه عن عين الفيجة حتّى الآن. يعتمد كاتبيّ المقال على الصور والمرسّمات التاريخيّة ووصف جغرافييّ القرون الوسطى والعصور الحديثة يضاف إليها الاكتشافات المعاصرة وآخرها نقش كتابي من القرن الثاني أو الثالث الميلادي باللغة الإغريقيّة على الحجر وجد في خريف عام ٢٠٠٧ داخل خزّان قديم في محطّة تجميع مياه عين الفيجة (تضخّ المحطّة المياه لمدينة دمشق منذ ثلاثينات القرن العشرين) نصّه الآتي:
"بعناية الوكيلين هليودوروس وثيودوروس"
هليودوروس = هبة الشمس وثيودوروس = هبة الله.
لا يخبرنا النقش الشيء الكثير عن معبد عين الفيجة ولكن باستقراء النقود المسكوكة في القرن الثالث الميلادي تحت الأباطرة ماكرينوس وإيلاغابالوس وفيليب العربي وغالينوس يستخلص المؤلّفان أنّ حرم عين الفيجة كان على الأرجح مكرّساّ لتأليه بردى أو "مجرى الذهب" Chrysorrhoas.
الخريطة الملحقة لإيضاح موقع عين الفيجة قرب أبيلا (سوق وادي بردى) ومقام النبي هابيل في جبال لبنان الشرقيّة ومن المعروف أنّ نهر بردى ينبع قرب الزبداني وأنّ الفيجة التي تقع على بعد عشرين كيلومتراً شمال غرب دمشق ترفد بردى وتضيف إلى مجراه ٣٠-٦٠٪ من إجمالي المياه.
تأتي الآن إلى وصف المعبد ويستند الكاتبان فيه إلى حدّ كبير على وصف ولوحة الإنجليزي Richard Pockoke (١٧٠٤-١٧٦٥) ومخطّط البريطاني William John Bankes (١٧٨٦-١٨٥٥) كما عدّلتها عام ١٩٩٩ الأستاذة Jacqueline Dentzer-Feydey.
يشرف معبد صغير a من الأعلى على النبع. نصف هذا المعبد منحوت في الصخر ونصفه الآخر مبني ويتألّف من حجرة العبادة cella يسبقها رواق pronaos وفي نهايتها محراب كان على الأرجح مخصّصاً لتمثال الربّ. تحّول هذا المعبد إلى كنيسة في القرن العاشر للميلاد أو قبل.
تتدفّق مياه عين الفيجة من قناة النبع المقبّبة b إلى حوض كبير ونرى إلى الشرق مبنى إضافي c مستطيل الشكل وأكبر أبعاداً من المعبد. يستمرّ جدار المبنى c الخلفي باتّجاه الغرب ويشكّل حنية exedra في d تتمادى حتّى النبع المذكور b وكلاهما (أي b و d) مشمولان في محطّة تجميع المياه الحديثة.
أخيراً تقترح الأستاذة Jacqueline Dentzer-Feydey وجود بناء مناظر في الغرب 'c مع حنية 'd تكمل المجمّع الشرقي وتحيط معه بالحوض الكبير.
عشرون صفحة من المعلومات التي لا تقدّر بثمن عن عين الفيجة مع الصور والمخطّطات الإيضاحيّة الكفيلة بإثارة اهتمام الهواة والتي لا غنى عنها للأخصّائييّن.