Monday, February 4, 2019

بعلبك ومعبد الشمس في القرن الثامن عشر


عرف الإغريق والرومان بعلبك تحت اسم مدينة الشمس أو Heliopolis ويقابلها هليوبوليس مصر أو ضاحية عين شمس شمال شرق القاهرة. لربّما كانت التسمية الكلاسيكيّة مشتقّة من الأصل السامي إذ تعني كلمة "بعل" ربّ ويمكن بناءً عليه اعتباره مكافئاً لإله الشمس المصري رعّ. 

خصّص المستشرق لفرنسي الكونت de Volney في كتاب "رحلة في مصر وسوريا" ١٣ صفحة لوصف المدينة وتاريخها مع خارطة مستقلّة لمعبدها ولوحة مطويّة اضطررت لتقسيمها إلى جزئين عندما قمت بمسحها. يمكن مراجعة الراوابط أدناه بالفرنسيّة والإنجليزيّة لمن يرغب في قراءة النصّ الكامل وسأقتصر في هذا البوست على بعض رؤوس الأقلام.


زار البريطاني Robert Wood بالاشتراك مع الفارس James Dawkins الشرق الأدنى عام ١٧٥٠-١٧٥١ ونشر في لندن عام ١٧٥٧ كتابه الشهير "أطلال بعلبك" الذي كان أفضل وأدقّ وصف للمدينة العظيمة إلى حينه ومنها استنتج Volney الذي تميّز بدقّة الملاحظة فروقات بين الوصف المبني على زيارة Wood وشركاه عام ١٧٥١ ويبن ما وجده عندما تفحّص الأنقاض عام ١٧٨٤ إذ أصيبت المدينة بأضرار لا بأس بها بين الزمنين عزاها الرحّالة الفرنسي إلى زلزال عام ١٧٥٩ من جهة، وإلى جهل الأتراك الذين قاموا بانتزاع الحديد الذي يربط بعض الأعمدة من جهة ثانية. 


يعزوا سكّان البلاد -مسلمين كانوا أم مسيحييّن أم يهود- جميع المنشئات الضخمة إلى سليمان وهو الذي -حسب زعمهم- بنى آبار صور وأوابد تدمر وبعلبك وغيرها. يعود هذا الاعتقاد بالطبع للكتاب المقدّس وخصوصاً العهد القديم، المصدر الوحيد تقريباً لكافّة السير التي يتداولونها وهم يعتقدون بوجود كنوز مدفونة في الأطلال وأنّ الزوّار الأوروبييّن قد يستطيعون بسحرهم فكّ الطلاسم والرموز الموجودة وبالتالي الاستحواذ على هذه الكنوز وعبثاً حاولنا إقناعهم بالعكس.

في كلّ الأحوال لا نجد في النصوص الإغريقيّة واللاتينيّة القديمة إلّا النزر اليسير من المعلومات عن بعلبك وهناك إشارة في يوحنّا الأنطاكي (Jean d'Antioche قرن سابع ميلادي) تعزوا بناء بعلبك إلى الإميراطور الروماني Antonin-le-Pieux (القرن الثاني للميلاد). 

كانت حالة المدينة بائسة عندما زارها Volney إذ أضيف إلى زلزال ١٧٥٩ سوء إدارة آل حرفوش وحروب الأمير يوسف الشهابي وأحمد باشا الجزّار إلى درجة أنّ عدد سكّانها تناقص من خمسة آلاف عام ١٧٥١ إلى ١٢٠٠ عام ١٧٨٤-١٧٨٧ من الفقراء الذين لا حرفة لهم ولا تجارة وتقتصر زراعتهم غلى القليل من القطن والبطّيخ والذرة.  





No comments:

Post a Comment