فوجئت مؤخّراً أنّ مجلّة أسامة المصوّرة للأطفال لا زالت تصدر حتّى اليوم ولها صفحة على الفيسبوك ومقال قصير في الويكيبيديا.
عندما رأى عددها الأوّل النور في شباط ١٩٦٩ كانت المجلّة المصوّرة الأولى للأطفال في سوريا وبقيت الوحيدة لسنوات طوال ولربّما لا زالت؟! هذا لا يعني بالطبع عدم وجود غيرها من منشورات الشبيبة ولكنّها كانت وقتها من مصر ولبنان فقط ومعظمها ترجمة وأحياناً سرقة أدبيّة أو تشويه في محاولة صبيانيّة لطمس المعالم الأصليّة الفرنسيّة أو الإنجليزيّة كما اكتشفت في سنوات لاحقة.
أسامة كانت على عيوبها نتاج محلّي صرف وكانت وقتها أرخص الموجود إذ لم يتجاوز ثمن العدد ربع ليرة سوريّة (الوحيدة التي نافستها في السعر كانت "كروان" المصريّة التي صدرت لفترة قصيرة عام ١٩٦٤ وكانت كأسامة محليّة الإنتاج ١٠٠٪). من لبنان أتى الإصدار الأوّل لمجلّة "بساط الريح" عام ١٩٦٢ بمنوّعاتها التي غلبت عليها القصص البلجيكيّة الفرنسيّة مع تعريب أسماء أبطالها وهناك أيضاً "المغامر" ثمّ أتى عدد "سوبرمان" الأوّل عام ١٩٦٤ وتلاه عن دار المطبوعات المصوّرة "الوطواط" و"البرق" و"طرزان" و"طارق" و"بونانزا" و"لولو الصغيرة" وكان سعر العدد من أيّ من هذه المجلّات نصف ليرة في النصف الثاني من الستّينات. من مصر لدينا "سندباد" وهي الأقدم وهناك أيضاً مجلتيّ "سمير" و"ميكي" وبيع العدد وقتها بخمس وثلاثين قرشاً سوريّاّ ثمّ أتت "تان تان" عام ١٩٧١ وكانت باهظة الثمن بليرة وربع وإن كانت الأفخم والأفضل نوعيّة قصصاً وورقاً وطباعة وألواناً على الأقلّ في بداياتها.
عودة على مجلّة أسامة كان شنتير في رأيي من أطرف شخصيّاتها ومن اسمه نستنتج دوره الذي تلخّص بالولد الطائش البليد ومن حسن الحظّ أنّ صديقه منقذ كان موجوداً إلى جانبه على الدوام لينصحه و"ينقذه" من المآزق التي يوقعه فيها تهوّره ورعونته. شغلت قصّة "شنتير يريد أن يطير" صفحة واحدة من العدد الأوّل حاول فيها بطلنا أو كان على وشك محاولة الطيران على غرار عبّاس ابن فرناس مستعملاً جناحين من الريش ألصقهما على كتفيه بواسطة الصمغ وكتبت له النجاة على يد صديقه منقذ (في هذه الحالة القارىء المشترك في مسابقة لإنقاذ حياة شنتير رغماً عنه) الذي نصحه فأحسن نصحه.
لمنقذ العديد من الأيادي البيضاء على شنتير ففي عدد آخر يبدأ هذا الأخير في قول بعض النكات البذيئة التي اعتقدها مضحكة ولكن منقذ لم يضحك بل شكّك بذوق شنتير ووعظه علّه يرعوي عن خطأه وضلاله.
سقا الله!
No comments:
Post a Comment