Tuesday, February 5, 2019

عندما سطعت أطلال تدمر على أوروبا


تدمر -هذه الأعجوبة الفريدة- اليوم أشهر من نار على علم داخل وخارج الشام ولا مبالغة في القول أنّ عروس الصحراء تراث للإنسانيّة جمعاء. تاريخ المدينة المجيد ومحنها عبر العصور امتداداً إلى مطلع القرن الحادي والعشرين والجرائم التي اقترفها بحقّها أشباه البشر من داعش غنيّة عن التعريف ومقال اليوم لا يتعدّى كونه ترجمة عن المستشرق الفرنسي الكونت de Volney وكتاب "رحلة في سوريا ومصر" الصادر عام ١٧٨٧ لقصّة اكتشاف أوروبا العصور الحديثة للمدينة.

أريد أن أتكلّم عن تدمر الذائعة الصيت بفضل الدور اللامع الذي لعبته في العصر الروماني الثالث والخلافات بين البارثييّن والرومان، وقصّة سعود ثمّ سقوط نجم أذينة وزنّوبيا ودمار المدينة على يد أوريليان. ترك اسم تدمر منذ ذلك العهد ذكرى جميلة في التاريخ ولكنّها لم تكن إلّا ذكرى دون معرفة تفاصيل ودرجة عظمتها. كانت الأفكار عنها ضبابيّة وبالكاد وعى الأوروبيّون وجودها حتّى نهاية القرن الفائت عندما أصاب الكلال مجموعة من التجّار الإنجليز في حلب من سماع البدو يتكلّمون عن أنقاض هائلة في البادية. قرّر هؤلاء التجّار إلقاء الضوء على القصص العجيبة التي وصلتهم فقاموا بمحاولة أولى في رحلة إلى الآثار المذكورة عام ١٦٧٨ لم تكلّل بالنجاح إذ نهبهم العرب وأرغموهم على العودة بخفّي حنين. استجمع الإنجليز شجاعتهم واستأنفوا محاولاتهم فاستطاعوا أخيراً عام ١٦٩١ الوصول إلى الأوابد التدمريّة ونشروا تقريرهم في "المطارحات الفلسفيّة" ولكنّه اصطدم بكثير من المكذّبين والمعترضين الذين عجزوا عن استيعاب فكرة إمكانيّة وجود مدينة على هذه الدرجة من الفخامة والأبّهة -كما شهدت الرسوم-  في مكان بعيد عن الأرض المعمورة إلى هذه الدرجة، بله الاقتناع بهذا الوجود. لم يعد هناك مجال للشكّ بعد أن نشر الفارس دوكينز الإنجليزي عام ١٧٥٣ خرائط مفصّلة أخذها بنفسه على أرض الواقع عام ١٧٥١ وتوجّب الاعتراف أنّ الأزمنة القديمة لم تترك لا في اليونان ولا في إيطاليا ما يمكن مقارنته ببهاء أطلال تدمر



Ruines de Palmyre



* Ruines dPalmyre, I vol, in-fol. de cinquante planches gravées à Londres, en 1753, et publiées  par Robert Wood.







No comments:

Post a Comment