Thursday, September 26, 2019

يوحنّا الدمشقي و"بدعة" الإسلام



لتوخّي الدقّة الكلام هنا عن "هرطقة" الإسلام أي بدعة بمفهوم سلبي. إذا سلّمنا -كما فعل الدكتور Janosik ورغم أنّ البراهين ليست دوماً دامغة كما رأينا - بأنّ القدّيس يوحنّا الدمشقي  (٦٧٥- ٧٤٣)؟! هو فعلاً كاتب النصوص المعنونة "هرطقة الإسماعيلييّن" و"مناظرة بين مسيحي و saracen". 

اعتبر يوحنّا نفسه كاهناً بيزنطيّاً واعترف بسلطة إمبراطور القسطنطينيّة الدنيويّة وليس الدينيّة أمّا بالنسبة للإسلام فلم يعتبره ديناً مستقلّاً بل heresy (بدعة أو ضلالة أو هرطقة) مسيحيّة ومحمّد أو "مامد" Mamed نبي مزيّف false prophet ذو معرفة سطحيّة بالكتاب المقدّس لربّما اكتسبها من راهب آري (أي بحيرا والنسبة من Arius). بالطبع لا يستعمل يوحنّا تعبير "إسلام" بل "هاجرييّن" نسبة لهاجر أو "اسماعيلييّن" نسبة لابنها اسماعيل أو Saracens. 

تبنّى يوحنّا النهج التالي: أوّلاً محاولة فهم العقيدة الجديدة وثانياً المدافعة عن دين الحقّ (المسيحيّة) ضدّها وثالثاً دحض مزاعم المحمّدييّن.  

لا يشير القدّيس يوحنّا إلى القرآن وإنّما إلى نصوص مقدّسة scriptures وليس لديه معلومات عن حياة محمّد وإن أنكر نبوّته ونزول الوحي عليه. لا ذكر لمكّة ولا لجزيرة العرب في كتابات يوحنّا أمّا بالنسبة للنصوص الإسلاميّة فيبدوا أنّه كان ملمّاً بسور البقرة (الحاوية على الكثير من "الأقوال المضحكة") والنساء والمائدة و"الناقة". بالطبع لا يوجد في القرآن سورة تحمل اسم الناقة وإن ذكرت "ناقة الله" في سورة الأعراف في معرض قصّة صالح وثمود. هناك أيضاً إشارة في كتاباته لسورة الإخلاص وخلا ذلك غالبيّة إن لم نقل كافّة ما ذكره من النصوص القرآنيّة آيات مدنيّة. على الأغلب تعرّف يوحنّا (الذي كان عالماً باللغات العربيّة والسريانيّة والإغريقيّة) على ما وصله من القرآن باللغة العربيّة نظراً لعدم توافر ترجمة إلى الإغريقيّة في عهده. 


في "المناظرة" بين مسيحي ومسلم يسعى يوحنّا إلى  تفنيد اعتراضات الإسلام الثلاثة الأساسيّة على المسيحيّة: الثالوث وألوهيّة المسيح وقيامته بعد صلبه دون أي محاولة لرأب الصدع مع الإسلام أو إيجاد أي نقاط مشتركة للحوار. كافّة ما كتبه في هذا السياق موجّه للمسيحييّن أوّلاً وأخيراً لتلقينهم الأسلوب الأمثل في مجادلة وإفحام المسلمين دفاعاً عن إيمانهم وغنيّ عن الذكر أنّ المسيحي نجح على طول الخطّ في إظهار جهل المسلم وخطل رأيه وردّ كيده إلى نحره. بفرض أنّ هذه الكتابات حقيقيّة (أي من منتصف القرن الثامن تحت الحكم الإسلامي) وبفرض أنّ كاتبها هو فعلاً يوحنّا الدمشقي فاحتمال قرائتها من قبل أي مسلم وقتها شبه معدوم. تجدر هنا الإشارة أنّ الحوار العلني بين المسلمين والمسيحييّن في الشؤون الدينيّىة كان يجري باللغة العربيّة حصراً ولكّن المسيحييّن كانوا دائماً يدوّنونه بالسريانيّة التي يجهلها المسلمون أمّا عن يوحنّا فقد كتب بالإغريقيّة ممّا أتاح له استعمال تعابير وكلمات ضدّ محمّد والإسلام ما كان ليتجرّأ على التفوّه بها جهاراً على رؤوس الأشهاد.

ختاماً يحسن التذكير بأنّ ما ينطبق على الانتقال من المسيحيّة للإسلام كديانة أغلبيّة ينطبق أيضاً على المرور من الوثنيّة إلى المسيحيّة (بما رافقها من تدمير المعابد أو تحويلها لكنائس) وأنّ التسامح الديني في القرون الوسطى كان في أحسن الأحوال معلّقاً بهوى الحاكم وذوي النفوذ لا فرق في ذلك بين شرقٍ إسلامي أو غرب مسيحي (على عكس الغرب العلماني المعاصر). لا يجادل أحد في العلاقة السلسة الودّية بين معاوية والمسيحييّن عندما كان المسلمون أقليّة بينما تغيّر الوضع في مطلع القرن الثامن خصوصاً في عهد الخليفة الورع عمر بن عبد العزيز وتدهور في العصر العبّاسي وخلافة المتوكّل. عموماً كلّما زاد تزمّت العاهل الديني وقويت شوكته كلّما زاد اضطهاده للأقليّات والأمثلة موجودة في كلّ مكان من الشرق الأدنى إلى إسبانيا (إيزابيلّا) وفرنسا (مجزرة سان بارتولومي) وروسيا (اضطهاد اليهود) وكثير غيرها.



10 comments:

  1. ممكن تذكرلي ايه المضحك في سورة البقرة؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. تقتضي الأمانة العلميّة نقل أفكار يوحنّا أو ما نسب إلى يوحنّا كما هي

      Delete
  2. الاعجازات العلمية الحالية التي اكتشفها العلم الحديث الموجودة في القران تدمر معتقده الفاسد

    ReplyDelete
    Replies
    1. لا يوجد اعجاز علمي في القرأن وكل هذا من نسج خيالكم ومعتقدكم الفاسد

      Delete
  3. النبي كان لايعرف القراءه او الكتابه وكان مثل بقيه الانبياء يرعي الأغنام وبعد ذلك كان يسافر للتجاره...وكان الكل يشهد بأمانته...
    يعني لايعرف مسيحيه ولا يهوديه ولابوذيه
    وكما كل الرسل كان يبلغ رسالته ولا ينتظر أجر من أحد ...ومات وهو فقير ولم يكن عنده شيء...وتحمل في سبيل ذلك الكثير من المعاناه ...وكل واحد يعتقد كما يحب
    لا إكراه في الدين .

    ReplyDelete
  4. منسوخة بآية قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون

    ReplyDelete
    Replies
    1. ثم كون محمد لا يعرف القراءة والكتابة لا يعني انه غير مطلع على الديانة المسيحية واليهودية

      Delete
  5. کیف اطلع اذا ؟

    ReplyDelete
    Replies
    1. عن طريق التجاره وعن طريق ورقه بن نوفل النصراني ابن عم خديجه وعن طريق القبايل اليهوديه والمسيحيه في المنطقه

      Delete
    2. سوف تعلم غدا

      Delete