Wednesday, April 19, 2017

عندما كانت دمشق عاصمة الإقليم الشمالي



صدر كتاب "مصور الإقليم السوري" عن المديريّة العامّة للدعاية والأنباء في دمشق، وتولّى السيّد سليم ديراني إخراجَهُ من الناحية الفنّية. عدد الصفحات ٢٢٠ من القطع الكبير (٣٣ في ٢٥ من عشيرات المتر)، ونوعيّة الورق - شأنها شأن غلاف الكتاب - جيّدة جدّاً. من الولضح أنّ الناشر توخّى إظهار سوريّا الوحدة في أبهى حلّة. تكفي أمسيةٌ لقراءة هذا الكتاب الذي لا يتجاوز مقدّمةً عربيّة وثانية إنجليزيّة،  ومن ثمّ مئات الصور، معظمها بالأبيض والأسود، تذيّلها شروحاتٌ مختصرة باللغتين. 

يعرّفُ الفصلُ الأوّل القرّاءَ بالمدن السورية. بلغ إجمالي عدد سكان الإقليم الشمالي أربعة ملايين ونصف المليون. أكبر المدن حلب (٧٠٠٠٠٠ نسمة)، ثمّ دمشق (نصف مليون)، فحمص (١٣٥٠٠٠)، فحماة (مائة ألف)، فدير الزور (٧٤٠٠٠) فاللاذقيّة (٥٢٠٠٠)، فالحسكة (٢١٠٠٠)، فدرعا (١٨٠٠٠)، فالسويداء (١٦٠٠٠). هناك تقديم سريع لكل مدينة مع بعض الصور الجميلة عن معالمِها ومبانيها.

استعرض المؤلّف أو المؤلّفون الاقتصاد السوري، وتطوّره السريع منذ الاستقلال حتّى الوحدة على مختلف الأصعدة: زراعيّاً وصناعيّاً وتجاريّاً. بلغ عدد بنوك سوريّا العربيّة والأجنبيّة، على سبيل المثال، ٢٠ مصرفاً، برأس مال مقدارُهُ ٤٩٥ مليون ليرة. توزّعت هذه المصارف على ٧٥ فرعاً في مختلف المدن السوريّة. خُصِّصَ حيّزٌ لا بأس بهِ لمعرض دمشق الدولي وأماكن السياحة ذات الطبيعة الخلّابة، والمعالم الأثريّة  في سوريا وما أكثرها. ركّز الكتاب أيضاً على النهضة العمرانيّة. 

بالنسبة للتعليم، بلغ عدد طلّاب جامعة دمشق ١٠٢٢٠، وتلاميذ المرحلة الثانويّة ٦٦١٩٦. تولّى ٣٤٦٢ من المعلّمين والمعلّمات التدريس في الثانويّات. هناك أيضاً المدارس الصناعيّة والتجاريّة. على الصعيد الفنّي لم يغفل المؤلّفون ذكر الحرف السوريّة، والصناعات اليدويّة، والمتاحف. يتخلّل الكتاب عددٌ من لوحات الفنّ التشكيلي السوري في منتصف القرن العشرين.

بلغ عدد المشافي السوريّة العامّة آنذاك ٢٦، والخاصّة ٤٨، وعددُ الأطبّاء ٩٦٦. أشكّ في دقّة هذه الأرقام وأنّ أقّل من ألف طبيب تولّو الرعاية الصحيّة في إقليمٍ وصل عددُ سكّانِهِ إلى أربعة ملايين ونصف المليون. للإنصاف لا تقتصر هذه الرعاية على الأطباء والمشافي،  ويتعيّن ذكر دور المستوصفات والتمريض والوقاية. 

نأتي، بعد استعراض النشاطات الرياضيّة والكشفيّة والموسيقيّة والحياة الليليّة، إلى القوات المسلّحة. تصدّر بطل ميسلون يوسف العظمة هذا الفصل، ثمّ عدنان المالكي الذي "برز بشجاعتِهِ الفائقة في حرب فلسطين" و"استشهد في الملعب البلدي بدمشق عام ١٩٥٥ على يدِ بعض عملاء حلف بغداد". يلي ذلك عدد من الصور عن الجيش السوري بفروعه البريّة والجويّة والبحريّة. 

تشغلُ آخرَ صفحات الكتاب صورةٌ لمبنى التلڤزيون المطلّ على دمشق من قاسيون. ذكر التعليق أنّ بثَّهُ بدأ في عيد الثورة، أي الثالث والعشرين من تمّوز يوليو، عام ١٩٦٠. غطّت البرامج المرئيّة يوميّاً قرابة الخمس ساعات. 

No comments:

Post a Comment