صدر كتاب "مصور الإقليم السوري" عن المديرية العامة للدعاية والأنباء في دمشق وتولى السيد سليم ديراني إخراجه من الناحية الفنية. عدد صفحاته 220 بقياس 33 سم في 25 سم ونوعية الورق شأنها شأن غلاف الكتاب جيدة جداً إذ من الولضح أن هدف الناشر إظهار سوريا الوحدة في أبهى حلة. يمكن قراءة الكتاب في أمسية فهو عبارة عن مقدمة عربية تتلوها مقدمة إنجليزية ومن ثم مئات من الصور معظمها بالأبيض والأسود وبعضها ملون ويذيل كل صورة شرح مختصر بالعربية مع ترجمة بالإنجليزية.
الفصل الأول يعرف القراء بالمدن السورية. يبلغ إجمالي عدد سكان الإقليم 4.5 مليون نسمة وأكبر المدن حلب بتعداد 700000 ثم دمشق 500000 وحمص 135000 فحماة 100000 فدير الزور 74000 فاللاذقية 52000 فالحسكة 21000 فدرعا 18000 فالسويداء 16000. هناك تقديم سريع لكل مدينة يرافقه بعض الصور الجميلة عن معالمها ومبانيها.
يتعرض المؤلف أو المؤلفون للإقتصاد السوري وتطوره السريع منذ الاستقلال حتى الوحدة على مختلف الأصعدة زراعياً وصناعياً وتجارياً وعلى سبيل المثال بلغ عدد مصارف سوريا العربية والأجنبية 20 برأس مال 495 مليون ليرة ولها 75 فرعاً في مختلف المدن السورية. خصص حيز لا بأس به لمعرض دمشق الدولي ولأماكن السياحة ذات الطبيعة الخلابة علاوة على المعالم الأثرية في سوريا وما أكثرها وركز الكتاب على النهضة العمرانية.
بالنسبة للتعليم العالي فقد بلغ عدد طلاب جامعة دمشق وقتها 10220 أما في المرحلة الثانوية فلدينا 66196 طالب وطالبة و 3462 مدرس ومدرسة ناهيك عن المدارس الصناعية والتجارية. على الصعيد الفني لم يفت على المؤلفين ذكر الحرف السورية والصناعات اليدوية والمتاحف وإضافة إلى ذلك تزين الكتاب عدة لوحات لفناني سوريا وقتها وعلى سبيل المثال "ذات الزنار الأحمر" للفنان ألفريد بخاش عام 1954.
ذات الزنار الأحمر ألفريد بخاش |
ملكت سوريا وقتها 26 مشفى عام و48 مشفى خاص وبلغ عدد أطبائها 966 ولا أدري مدى دقة هذه الأرقام إذ يصعب القبول أن بلداً يبلغ عدد سكانه 4.5 مليون لديه أقل من ألف طبيب. بالطبع الرعاية الصحية ليست وقفاً على الأطباء والمشافي فهناك المستوصفات والتمريض والوقاية.
بعد استعراض النشاطات الرياضية والكشفية والموسيقية والحياة الليلية نأتي إلى القوات المسلحة ويتصدر هذا الفصل تنويه ببطل ميسلون يوسف العظمة ثم عدنان المالكي الذي "برز بشجاعته الفائقة في حرب فلسطين" و"استشهد في الملعب البلدي بدمشق عام 1955 على يد بعض عملاء حلف بغداد". يلي ذلك عدد من الصور عن الجيش السوري بفروعه البرية والجوية والبحرية.
تشغل آخر صفحة في الكتاب صورة لمبنى التلفزيون في دمشق ويذكر التعليق أن البث فيه بدأ في عيد الثورة 23 يوليو تموز 1960 ويطل البناء على دمشق من قاسيون وبرامجه تقارب الخمس ساعات يومياً.
No comments:
Post a Comment