للعبّاسييّن أمجادهم ومآثرهم ما في ذلك من شكّ ولكن العهد العبّاسي في سوريا عموماً ودمشق خصوصاً لم يترك لنا الشيء الكثير اللهمّ إلّا قبّة الخزنة وهي القبّة الغربيّة في صحن الجامع الأموي التي يرجعها بعض المؤرّخين إلى النصف الثاني من القرن الثامن الميلادي وعهد أمير دمشق فضل ابن صالح ابن علي. القبّة إذاً عبّاسيّة على الأغلب ولكن مواد بنائها "مستعارة" من أنقاض معبد دمشق الروماني القديم بدلالة أنّها محمولة على ثمانية أعمدة (بالأحرى أنصاف أعمدة) من الغرانيت تعلوها تيجان قورنثيّة وتغطّي البنية طاسة رصاصيّة.
الصور الثلاث الملحقة توثّق هذه القبّة وكما نرى من الصورة الأولى للفرنسي Félix Bonfils التي تعود لما قبل عام ١٨٨٥ كانت الخزنة مغطّاة بطلاء من الجير يعود للعهد العثماني في الفترة الواقعة بين ١٦٦٤ و ١٨٥٥ ولا نعلم بالضبط ما الذي دعى المسؤولين في الماضي لكسوة جدران القبّة وما نعلمه أنّ هذه الكسوة حافظت على الفسيفساء وصانتها على مدى أجيال.
احترق الجامع عام ١٨٩٣ وأعيد بناءه من الهيكل المتبقّي ولكن دون كشف الفسيفساء وقام المرمّمون في حالة قبّة الخزنة وغيرها بتغطية الجدران بألوان تتناوب في عصاباتها بين الأسود-الأزرق والأبيض والأحمر البرتقالي كما نرى في الصورة الثانية التي تعود إلى ١٢ تشرين أوّل عام ١٩٢١.
يعود فضل كشف الفسيفساء لجهود ومثابرة السيّد Eustache de Lorey مدير المعهد الفرنسي في دمشق في عقد العشرينات من القرن الفائت ونرى في الصورة الثالثة والأخيرة حالة قبّة الخزنة وفسيفسائها البديعة عام ٢٠١٠ للميلاد.
http://bornindamascus.blogspot.com/2018/06/blog-post_18.html
Photo credit
Félix Bonfils
Fonds Max Van Berchem
Mission Frédéric Gadmer et Lucien Le Saint au Proche-Orient
Collection Albert Kahn
Les relevés des mosaïques de la grande mosquée de damas
Loreline Simonis
Louvre Éditions
No comments:
Post a Comment