كثير من المطبوعات السوريّة قديماً السياحيّة منها وغير السياحيّة لا تتجشّم عناء ذكر تاريخ النشر وليس هذا الدليل الصغير باستثناء. استطعت مع ذلك تخمين هذا التاريخ بواسطة دليلين: الأوّل أرقام الهاتف السداسيّة (إذاً تجاوزنا عقد الستينات) والثاني وهو الأهمّ قائمة الفنادق التي يتصدّرها الشيراتون والميريديان اللذان "يتوقّع إنجازهما خلال عام ١٩٧٦" وبناء عليه نحن على الأغلب في عام ١٩٧٥ أو نحو ذلك.
الكتيّب صغير الحجم: ستّون صفحة بقياس ١٢ x ١٧ سم فيها ٢٠ صورة ونيّف بالأبيض والأسود آمل مسحها ومشاركتها في الأيّام القليلة المقبلة. المؤلّف شخص يدعى P شاهينيان ولا يوجد أي معلومات عنه في متن الدليل وإن كنت أعتقد أنّها أو أنّه يمتهن التصوير.
هناك مآخذ على هذا العمل الموجّه للسيّاح الناطقين بالإنجليزيّة. الأخطاء اللغويّة وأخطاء التهجئة كثيرة والأنكى من ذلك الأخطاء التاريخيّة وسأكتفي بمثال واحد يشرح نفسه بنفسه حتّى لا يعتقد البعض أنّني "حنبلي" أكثر من اللزوم:
صفحة ١٤: "غزا المغول سوريا بقيادة جنكيز خان عام ١٢٦٠ ودمّروا المدينة وقتلوا أهلها. استولى الملك الظاهر بيبرس على مقاليد الحكم وحارب الصليبييّن وأخذ أنطاكيا ثمّ تصدّى لاحقاً للمغول ولكن هذا كان عديم الفائدة لانّ الضعف الذي ألحقه هؤلاء بالمدينة أدّى إلى تحوّل التجارة إلى مصر".
مع ذلك للكتاب حسناته التي لا تنكر ومنها إمكانيّة حمله في الجيب وصوره الصغيرة الجميلة ولا يقلّ عن هذا وتلك أهميّة الملحقات التالية:
١. فنادق دمشق وعناوينها وأرقام هواتفها وتصنيفها حسب درجتها وأعلاها وقتها أميّة (شارع البرازيل) وسميراميس وقطّان (بانتظار افتتاح الشيراتون والميريديان كما ذكرت أعلاه).
٢. دور السينما (أيضاً مع العناوين والهواتف) والمذكور منها ١١ (لا ذكر لسينما غازي مثلاً).
٣. المطاعم وما إذا كانت وجباتها شرقيّة أم غربيّة وما إذا كانت تخدم المشروبات الروحيّة. بعض هذه المطاعم داخل المدينة (الفاندوم وعلي بابا وأبو كمال مثلاً) وبعضها في الضواحي (القصر والسهل الأخضر) وبعضها للوجبات السريعة (الإيتوال في ساحة النجمة والسبكي هام عند الحديقة التي تحمل نفس الاسم). لا وجود لمطاعم ومحلّات بيع التسقية والفول والفلافل والشاورما.
٤. النوادي الليليّة داخل المدينة (الكاف دو روا ونادي الشرق والكازا) وخارجها (كازينو المطار).
٥. الكباريهات: الطاحونة الحمراء والكروان وغيرها.
إجمالاً يغلب على الكتيّب الإخراج المتقشّف الذي درج في عقود الستينات إلى الثمانينات ومن استقرائي للأدلّة السياحيّة التي صدرت قبل (الأربعينات والخمسينات) أو بعد (التسعينات فلاحقاً) هذه الفترة نرى فروقات ملموسة من ناحية التجليد واللغة والتوثيق. في كلّ الأحوال يمكن على أقلّ تقدير الاستمتاع بالصور ويبقى الدليل مرجعاً لا بأس به لحقبة معيّنة بانتظار أن تعطى كامل حقّها.
No comments:
Post a Comment