Friday, February 9, 2018

ذكريات دمشق



يجمع هذا الكتاب الجميل الصادر عام ٢٠٠٨ قرابة ٢٠٠ صورة تاريخيّة لمدينة دمشق منها ما هو بالأبيض والأسود ومنها ملّون يدويّاً بكثير من الحبّ من قبل مصوّرين محترفين ويضاف إلى هذه وتلك بعض اللوحات المرسومة. قام السيّدان حسين المدرّس و Olivier Salmon بجمع هذه الصور المأخوذة من بطاقات بريديّة في ١٦٠ صفحة من الورق الصقيل وأضافا إليها نبذات ممّا كتبه رحّالة وأدباء أوروبا في وصف المدينة الخالدة في القرن التاسع عشر وحتّى العقد الثالث للقرن العشرين. الصور مأخوذة من عدّة مصادر ولكنّ النصوص الأدبيّة محصورة بالكتّاب الفرنسييّن والإنجليز أو الناطقين بالإنجليزيّة وليس هناك ارتباط مباشر بينها وبين الصور. نرى في بعض البطاقات نصوص الرسائل وتاريخها وهذه النصوص تتفاوت بين وصف للمدينة أو الأحداث التي تعيشها وبين تحيّات وطمأنة عن الصحّة وما شابه والخطوط في معظم الأحوال مقروئة ومفهومة .



كثير من هذه الصور متوافر في مراجع ثانية وثالثة وكثير منها إن لم نقل جميعها موجودة على الإنترنت ويمكن الاستمتاع بها بقليل من الحهد والبحث على عدّة مواقع (مثلاً دمشق بالأابيض والأسود في Facebook الذي يحتوي عل كمّ هائل من صور الماضي بنوعيّة عالية غالباً ما يشاركها شرح أكثر من واف من قبل السيّدات والسادة المشرفين عليه) ومع ذلك فلربّما يوافق البعض معي أنّه يبقى لتصفّح الكتاب نكهة خاصّة وفي كلّ الأحوال هذا الكتاب بالذات ليس موجّهاً للناطقين بالضاد ولا يوجد فيه أي نصّ عربي باستثناء المقدّمة.



هناك بعض المآخذ على هذا العمل وأهمّها:

١. لا يوجد أي شرح أو تعليق من أي نوع على الصور باستثناء ما هو مطبوع عليها وهو ليس خالياً من الأخطاء. بالطبع معالم كالحامع الأموي وسوق الحميديّة وشارع النصر وساحة المرجة معروفة لأي دمشقي أو دمشقيّة ولربّما معظم السورييّن "كرج وتهجاية وعا المقلوب" ولكن القرّاء المقصودين ليسوا سورييّن ولا عرباً. يظهر هذا النقص بشكل أوضح في المعالم الأقلّ شهرة خاصّة التي اندثرت. 

٢. الصور غير مؤرّخة وإن كان يمكن تخمين تاريخها +/- ٢٠ سنة لمن يعرف الكفاية عن دمشق. 

٣. مصدر الصور غير مذكور مع الأسف ما لم يكن إسم المصوّر موجوداً على البطاقة. يساعد الرجوع للأصل أحياناً في إعطاء معلومات إضافيّة عن الصورة. 

تبقى محاسن الكتاب رغم هذه الاعتبارات أكثر بكثير من مساوئه وآمل تحميل بعض صوره في المستقبل مع تعليق موجز. ختاماً شكراً جزيلاً لكل من عمل على إخراجه إلى حيّز الوجود.   

No comments:

Post a Comment