ننتقل الآن إلى المنطقة الثالثة داخل سور مدينة دمشق في عهد السلطان المؤيّد شيخ عام ١٤١٣. كما سبقت الإشارة يستعمل العلماء الفرنسيّون مخطوطة "الصحيح الجامع في صريح الجامع" أي كشف أوقاف الجامع الأموي وغيرها من المؤلّفات التاريخيّة في ضوء الدراسات الحديثة في محاولة لتصوّر هيئة مدينة دمشق وأوابدها في مطلع القرن الخامس عشر للميلاد.
المنطقة الثالثة أو م ٣ تتمحور حول الفسقار أي القسم الغربي للشارع المستقيم (سوق مدحت باشا حاليّاً) الذي ينتهي غرباً في باب الجابية. يرتأي Jean Sauvaget أنّ كلمة الفسقار مشتقّة من fosacrion بالإغريقيّة وأنّ fusca كانت نوع من المشروب أساسه الخلّ (؟!) كان يباع في هذا السوق. يقول ابن عساكر أنّ تسمية باب الجابية كانت نسبة لبلدة الجابية في حوران التي كانت عاصمة الغساسنة قديماً وحسب ابن شاكر الكتبي (مات ١٣٦٣) في عيون التواريخ كان يدعى باب المرّيخ (إله الحرب) في العهد الروماني عندما كان مكوّناً من باب كبير وسطاني وبابين جانبييّن صغيرين على غرار الباب الشرقي. أجرى نور الدين تعديلات عليه عام ١١٧٥ عندم تمّ سدّ اثنتين من فتحاته الثلاثة وأضيفت إليه مئذنة وباشورة.
إذا اتّجهنا شرقاً من باب الجابية فالشارع الموازي للفسقار جنوباً كان يدعى سوق القطّانين أو القطن وهو ما يعرف حاليّاً بسوق الصوف وعليه نصادف سبيل الخزنة.
بالنسبة للمساجد لدينا من الغرب إلى الشرق بداية بشمال الفسقار ثمّ جنوبه:
مسجد عطيّة المندثر في باب الجابية (مؤسّسه عبد الله ابن عطيّة الدمشقي الموتوفّي عام ٩٩٣ للميلاد).
مسجد الشجرة أو الصهرجاتي حسب ابن عساكر (مندثر).
مسجد صميد (ابن حميد في ابن عساكر وصميد في ابن شدّاد والعلموي) وهو أيضاً مندثر.
مسجد جركس في سوق الصوف (نسبة للأمير سيف الدين جركس السودوني الناصري الذي جدّد السوق عام ١٤٠٥). يوجد اليوم مسجد يدعى مسجد شركس في هذا المكان أعيد بناؤه حسب الدكتور أسعد طلس عام ١٩٢٣ ولربّما كان يوافق مسجد درب المدنييّن المذكور في ابن عساكر الذي تغيّرت تسميته لاحقاً إلى مسجد جركس.
مسجد طوغان أو ابن طوغان المذكور أيضاً في ابن عساكر ويطابق موضعه مسجد القلعي الذي يعود للنصف الثاني من القرن الخامس عشر.
مسجد ابن هشام. ذكر ابن عساكر مسجد ابن لبيد في نفس الموقع وأعيد بناؤه في النصف الأوّل من القرن الخامس عشر وعدّل عام ١٨٧٨ لدى شقّ أو توسيع سوق مدحت باشا. لا يزال موجوداً اليوم باسم جامع هشام.
مسجد ابن عطّاف نسبة لعطّاف وهو أحد المقرّبين للصحابي يمن ابن حريم الأسدي ومهذّب ابن الخليفة الأموي عبد الملك. المسجد مندثر.
متفرّقات:
حمّام الكمالي شمال الفسقار وهو مذكور في ابن شدّاد (مندثر).
سجن الباب الصغير المندثر وكان قائماً في القسم الجنوبي الغربي من المسرح الروماني الذي اكتشف المعهد الدانماركي بقاياه خلال ترميم بيت العقّاد وإلى جنوبه طاحون السجن.
قيساريّة قرابغا الحاجب نسية للأمير الحامل لهذا الاسم (توفّي ١٤٠٣).
للتذكير والتوكيد المعالم دون دائرة سوداء مرقّمة لا تدخل في وقف الجامع الأموي وإذا تمّت الإشارة إليها فهذا فقط كنقاط علّام لتحديد موضع الأملاك الموقوفة.
كافّة المعلومات أعلاه من كتاب "أوقاف الجامع الأموي" أو "الصحيح الجامع في صريح الجامع" لمؤلّفيه " Astrid Meier و Élodie Vigouroux و Mathieu Eychenne. مفاتيح الخريطة كما يلي:
١. كلّ ما هو دائرة سوداء مرقّمة فهو ملك وقف جزئيّاً أو كليّاً بغضّ النظر عن حجمه أو أهميّته (حانوت أو سوق أو قيساريّة إلخ).
٢. اللون الأخضر مخصّص للمباني الدينيّة (جامع أو مدرسة...).
٣. اللون الأحمر للمؤسّسات التجاريّة (خان أو قيساريّة أو سوق...).
٤. اللون الأزرق للحمّامات والسيل والمراحيض.
٥. اللون الأسود كلّ ما هو غير مشمول أعلاه.
٦. الخطّ المتقطّع يمثّل الموضع التقريبي لمعلم دارس.
للحديث بقيّة.
No comments:
Post a Comment