Wednesday, March 20, 2019

ظاهر دمشق المملوكيّة


حاول فريق علماء المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى رسم ملامح دمشق في مطلع القرن الخامس عشر استناداً على مخطوطة أوقاف الجامع الأموي "الصحيح الجامع لصريح الجامع" ومقارنة مع العديد من نصوص القرون الوسطى التاريخيّة والدراسات المبنيّة عليها. استعرضنا من خلال عشر خرائط نشرتها في الأيّام العشرة الماضية وضع دمشق داخل السور وننتقل اليوم إلى ظاهر المدينة (أي خارج سورها) حيث تواجدت للأموي الكثير من الأوقاف من أراض وبساتين وهلمّجرّا. 

الخطوط الزرقاء تمثّل بردى وفروعه وهي من الشمال إلى الجنوب: يزيد يليه ثورا ثمّ بردى ثمّ باناس (بانياس) وأخيراً القنوات. تعرّضت لها سابقاً (١) استناداً إلى ما كتبه Richard Thoumin ولنا إليها عودة. فيما يلي ما وجدته أكثر إثارة للاهتمام في هذه الخريطة ولتجنّب الإطالة لن أحاول تغطية جميع المواقع. فلنبدأ من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب:

الصالحيّة
في الشمال والغرب. تعرّضت لها سابقاً في مقال مستقلّ (٢).

قصر اللبّاد
جنوب تورا. تواجد فيه قديماً حسب الكتبي (توفّي ١٣٦٣) دير مسيحي وعرف باسم قصر اللبّاد حتّى مطلع القرن العشرين حسب محمّد كرد علي. يوافق اليوم أحياء القصور والتجارة على وجه التقريب. 

بيت أبيات
شرق الصالحيّة على الضفّة الجنوبيّة لقناة أو نهر تورا وذكر ابن عساكر وجود مسجد آدم فيها.

مقرى
جنوب شرق الصالحيّة وغرب بيت أبيات. حسب ابن الأثير (توفّي ١٢٣٣) عاش فيها هابيل ورعى ماشيته.

بيت لهيا
أو بيت الإلهيّة نسية للأصنام التي قيل أنّ آزر نحتها في هذا الموقع قبل أن يحطّمها ابنه ابراهيم. تواجدت شمال شرق دمشق باتّجاه برزة وقال ابن جبير (زار دمشق ١١٨٤) بوجود جامع فيها كان في الأصل كنيسة وذكرها محمّد كرد علي كقرية مستقلّة في مطلع القرن العشرين. امتصّتها المدينة لاحقاً. حسب العلّامة محمّد أحمد دهمان في كتابه "في رحاب دمشق" بني المستشفى الإتجليزي أو مستشفى فيكتوريا (حاليّاً الزهراوي) في موقعها (مع جزيل الشكر للأستاذ عماد الأرمشي). 

الصفوانيّة
خارج باب توما وهي مذكورة في النعيمي (توفّي ١٥٢٠) وتعرف اليوم بالصوفانيّة.

السبعة
بين باب توما وباب السلامة والتسمية مشتقّة من موزّع بقسم مياه بردى إلى سبعة فروع في هذا المكان وذكر ابن عساكر (توفّي ١١٧٦) وجود جامع السبعة أنابيب فيها.

مسجد الأقصاب 
كتبت عنه في موضع آخر (٣).

مرج الدحداح والعقيبة
جرى تغطيتها أمس (٤) وامتدادها إلى الغرب سويقة أو سوق ساروجا الشهير.

أرزة
على طريق الصالحيّة قرب مقبرة الشهداء وجسر البطّ (الواقع غرب مسجد الشهداء) ويرويها نهر تورا.

الشرف الأعلى
غرب سوق ساروجا على الضفّة الشماليّة لبردى. تأسّست فيه خانقاهات للصوفييّن ومدارس-أضرحة اعتباراً من مطلع القرن الثاني عشر. أخذ بالتدريج طابع المنتزه وبنى فيه أثرياء أمراء المماليك دوراً في القرنين الرابع عشر والخامس عشر. يقابله الشرف الأدنى على ضفّة باناس الجنوبيّة ويطلّ الإثنان على القصر الأبلق والميدان الأخضر. 

النيرب
أو النيربين. يقع بين الربوة والصالحيّة ويقسمه تورا إلى نيرب أعلى ونيرب أدنى. استعملت حجارة جامع النيرب لبناء التكيّة السليمانيّة فيما بعد وكان فيه مزارات للخضر (مصلّى الخضر) وضريح أمّ العذراء قديماً.

حكر السمّاق 
غرب باب النصر وعرف أيضاً تحت تسمية درب المرج ويوافق اليوم ما نعرفه باسم شارع النصر الذي شقّه جمال باشا. يرويه نهر باناس أو بانياس وبنى فيه نائب دمشق الأمير تنكز الناصري جامعاً عام ١٣١٧.

الميدان الأخضر
غرب المدينة حيث بنى بيبرس القصر الأبلق (موضع التكيّة السليمانيّة اليوم) وحيث يوجد متحف دمشق الوطني وحيث تواجد معرض دمشق الدولي في ماضٍ ليس بالبعيد.

الشاغور
المقصود الشاغور البرّاني خارج الباب الصغير. تواجد فيه قديماً مسجد الجنائز الذي رمّمه في القرن الثاني عشر جرّاح المنيحي وترك له تسمية الجرّاح. حوّل الأيّوبي الأشرف موسى المسجد إلى جامع. يخترق نهر قليط أو الأنباط هذه الضاحية.

القنوات
نسبة إلى قناة بردى الرومانيّة وفروعها.

قبر عاتكة
جنوب غرب دمشق خارج باب الجابية والنسبة لعاتكة ابنة يزيد بن معاوية وزوجة عبد الملك بن مروان وكان لها حسب ياقوت (توفّي ١٢٢٩) أرضاً وقصراً في هذه الضاحية. بنى الأمير خليل التوريزي حاجب دمشق جامعاً وحمّاماً في هذا الحيّ بين الأعوام ١٤١٢ و ١٤٢٣. 

مصلّى العيدين
ذكره ابن القلانسي (توفّي ١١٦٠)  وابن عساكر وكان وقتها فضاءً مفتوحاً يصلّي فيه الناس في الأعياد والجنائز وأيضاً للاستسقاء. أحيط بجدران في عهد الأيّوبي العادل لمنع المواشي والقوافل من النفوذ إليه وتطوّر لاحقاً. يعرف اليوم باسم جامع باب مصلّى.

ميدان الحصا
تطّر في عهد نور الدين وذكر ابن عساكر وجود جامع الفلوس في نهايته الجنوبيّة (الزاوية الرفاعيّة اليوم).  تقع القبيبات (٥) جنوب الميدان.

كفر سوسيّة 
اليوم كفر سوسة. جنوب غرب دمشق. كان فيه دير في القرن السادس وهي مذكورة في ابن شدّاد (توفّي ١٢٨٥). ابتلعتها المدينة في أواخر القرن العشرين ومطلع الحادي والعشرين.

يستطيع من يرغب في التوسّع في طبوغرافيا دمشق ومحيطها في العصور القديمة والوسطى الرجوع إلى كتاب الفرنسي René Dussaud الصادر عام ١٩٢٧ (٦). 


كافّة المعلومات أعلاه من كتاب "أوقاف الجامع الأموي" (٧) أو  "الصحيح الجامع في صريح الجامع" لمؤلّفيه Astrid Meier و Élodie Vigouroux و Mathieu Eychenne.


نظام التروية في غوطة دمشق



جامع الأقصاب


عقيبة دمشق ومرج الدحداح وبين السورين في مطلع القرن الخامس عشر

حي الميدان في دمشق



Le waqf de la mosquée des Omeyyades de Damas

No comments:

Post a Comment