لدينا اليوم فكرة لا بأس بها عن تخطيط وهيئة دمشق في القرون الوسطى بفضل سلسلة من الدراسات الرائدة بداية من أواخر القرن التاسع عشر ونهاية بكتاب "أوقاف الجامع الأموي في دمشق" الصادر عام ٢٠١٨ لمؤلّفيه الفرنسييّن Astrid Meier و Élodie Vigouroux و Mathieu Eychenne. فلنستعرض بسرعة بعض أهمّ مصادر هذه الأبحاث.
الدراسات الطبوغرافيّة
أقدم هذه المصادر كتاب "تاريخ مدينة دمشق" للحافظ ابن عساكر (مات ١١٧٦) الذي حرص فيه على تسمية مساجد وحمّامات وأقنية وأبواب ومقابر المدينة مع تحديد مواضع هذه الأوابد. سار اللاحقون على خطى ابن عساكر وأضافوا إلى ما بدأه ومنهم ابن شدّاد (مات ١٢٨٥) في كتاب "الأعلاق الخطيرة" والنعيمي (مات ١٥٢١ أو ١٥٢٣) صاحب "الدارس في تاريخ المدارس" والعلموي (مات ١٥٧٣) في "مختصر الدارس" وغيرهم.
الأخبار والتوريخات والتراجم
روايات الرحّالة
مثلاً ابن جبير (مات ١٢١٧) وابن بطوطة (مات ١٣٦٩ أو ١٣٧٧) ويمكن هنا إضافة معجم ياقوت الحموي (مات ١٢٢٩) وكتابات ابن طولون (مات ١٥٤٦).
الدراسات الحديثة
ترجمة Sauvaire لمختصر الدارس إلى الفرنسيّة تحت عنوان "وصف دمشق" أو Description de Damas وكان هذا ١٨٩٤-١٨٩٦.
كتاب "دمشق دولة إسلاميّة" أو Damaskus die Islamische Stadt بالألمانيّة لعالم الآثار Watzinger بالاشتراك مع مهندس العمارة Wulzinger عام ١٩٢٤. قام هذان الباحثان برسم خريطة مفصّلة لدمشق داخل السور أصبحت أساساً ونقطة انطلاق للدراسات اللاحقة.
أعمال الفرنسي Jean Sauvaget الذي حاول التوفيق بين الآثار نفسها كشواهد حيّة والنقوش الكتابيّة والنصوص التاريخيّة والمسح العقاري الذي جرى عام ١٩٣٠ في زمن الانتداب.
الترجمة الفرنسيّة لكتاب ابن عساكر "خطط دمشق" La Description de Damas من قبل Nikita Elisséeff ولهذا العمل أهميّة خاصّة وإليه يعود الفضل في اقتراح خريطة مفصّلة لدمشق القرن الحادي عشر بناءً على وصف ابن عساكر وأبحاث أسعد طلس وصلاح الدين المنجّد. حاول Elisséeff تصحيح وتعديل خريطة Watzinger و Wulzinger عن طريق حذف الإضافات المستجدّة في العهد العثماني بهدف تصوّر المدينة الأصليّة في العهد النوري.
دراسة Dorothée Sack بالألمانيّة واعتمدت في خرائطها على Watzinger و Wulzinger في محاولة لتلافي التغييرات التي طرأت على المدينة القديمة في أعقاب القصف الفرنسي عام ١٩٢٥.
إذاً يمكن اعتبار كتاب "أوقاف الجامع الأموي" علم ٢٠١٨ آخر حلقة في سلسلة طويلة من الدراسات الطبوغرافيّة عن المدينة العريقة. يجدر هنا التنويه أنّ الغالبيّة العظمى من الأبحاث المذكورة أعلاه تتناول دمشق داخل السور فماذا عن الضواحي والغوطة؟
للحديث بقيّة.
http://bornindamascus.blogspot.com/2017/03/blog-post_21.html
http://waqfeya.com/book.php?bid=10660
http://bornindamascus.blogspot.com/2017/11/blog-post_14.html
http://bornindamascus.blogspot.com/2017/11/blog-post_15.html
https://archive.org/details/in.ernet.dli.2015.69523/page/n3
http://bornindamascus.blogspot.com/2017/03/damaskus.html
https://www.worldcat.org/title/damaskus-entwicklung-und-struktur-einer-orientalisch-islamischen-stadt/oclc/20996722
No comments:
Post a Comment