نقوم اليوم بوداع دمشق داخل السور كما كانت عام ١٤١٣ أو بالأحرى كما بناها شارعاً شارعاً ولبنة لبنة علماء المعهد الفرنسي لدراسات الشرق الأدنى استناداً على مخطوط أوقاف الجامع الأموي أو "الصحيح الجامع لصريح الجامع". فلنلق معاً نظرة على المنطقة التاسعة والأخيرة الواقعة شمال وغرب المدينة.
يخترق بابان سور دمشق في هذه المنطقة:
باب الفراديس أو باب العمارة
دعي حسب الكتبي (توفّي عام ١٣٦٣) باب عطارد في العهد الروماني ولربّما وافق باب المحاملييّن الذي ذكره المقدسي (توفّي عام ٩٩١). بنى نور الدين باباً جديداً في هذا الموقع وأضاف الصالح اسماعيل قبيل منتصف القرن الثالث عشر جداراً جديداً وباباً جديداً يبعد خمسين متراً إلى شمال الباب الأصلي ليصبح السور مزدوجاً. جدّد هذا الباب الثاني عام ١٢٨٨.
باب الفرج
يعود هذا الباب لعهد نور الدين الذي أمر بفتحه شرق سور القلعة الشمالي مباشرة بعد أن جرى إغلاق باب كيسان. أضيف باب ثاني إلى شمال الأوّل في عهد الصالح اسماعيل كما في حال باب الفراديس وجدار إضافي (السور المزدوج المذكور أعلاه). أصابته مع باشورته أضرار خلال حريق في عام ١٣٩٦ وطرأت عليه تعديلات في القرن الخامس عشر.
يمكن تقسيم الخارطة إلى المناطق التالية:
بين السورين أي داخل السور المضاف في عهد الصالح اسماعيل.
العقيبة وهي منطقة ذات انحدار طفيف باتّجاه نهر بردى ذكرتها المصادر تحت هذا الاسم اعتباراً من القرن الثاني عشر وفيما بعد توسّعت غرباً مع تكوين سوق ساروجا. قطن العديد من أمراء وعسكر المماليك هذا الحيّ. دعي القسم شمال باب الفراديس مباشرة العقيبة الصغرى والامتداد إلى الغرب العقيبة الكبرى.
مرج الدحداح نسبة للصحابي أبو الدحداح الذي قيل أنّه دفن فيه. احتلّ هذا المرج المكان الذي شغله ميدان سباق الخيل hippodrome في القرن الأوّل قبل الميلاد.
الأوابد الدينيّة
جامع الجوزة: مذكور في ابن عساكر كمسجد قرب قناة ابن العوني ولكن البنية اللاحقة (الجامع) مملوكيّة.
المدرسة المجاهديّة البرّانيّة (انظر مقال الأمس وخريطة المنطقة الثامنة لموقع المجاهديّة الجوّانيّة) تعود لعهد نور الدين.
مسجد الرأس خارج الباب الداخلي لباب الفراديس (أي بين السورين) وهو تحت اسم مسجد باب الفراديس في ابن عساكر وذكر الكتبي أنّه مثوى الستّ رقيّة ابنة علي ابن أبي طالب وأنّ رأس الحسين دفنت فيه ولكن ابن شدّاد وابن عساكر قالا أنّ مشهد الحسين ورأس الحسين -ومسجد الرأس- تواجدتا خارج الباب الشرقي للجامع الأموي.
المدرسة المقدّميّة الجوّانيّة (أيّوبيّة).
المدرسة العمريّة (وهي طبعاً غير عمريّة الصالحيّة الأكثر شهرة).
جامع التوبة: أمر ببنائه الأيّوبي الأشرف موسى عام ١٢٣٥ في موقع خان الزنجاري وازدهر حيّ العقيبة حول نواته فيما بعد.
الحمّامات
حمّام اسرائيل مذكور في ابن شدّاد وليس في ابن عساكر. تاريخ البناء الدقيق غير معروف ولكنّه كان موجوداً عام ١٢٤٠ كوقف للمدرسة الدمّاغيّة ولربّما كان ما عرف فيما بعد تحت تسمية حمّام السكاكري الذي ذكره Ecochard و Le Coeur وكان شغّالاً في القرن العشرين.
حمّام العجمي مذكر في ابن شدّاد وليس في ابن عساكر ولربّما وافق ما نعرفه اليوم تحت تسمية حمّام أمّونة وحسب Ecochard و Le Coeur بني في نهاية القرن الثاني عشر.
حمّام العمري (التسمية تعود للعهد العثماني).
الطواحين
طاحون السوق: بين حمّام اسرائيل وجامع الجوزة ولربّما وافق طاحون السكاكري الذي درّ ريعاً على الأموي حتّى عام ١٩٠٨.
طاحون الزبيرة: الموقع مرج الدحداح قرب حمّام العجمي ودعي أيضاً رحى الزبيرة وهو مذكور في ابن عساكر. كان قسم منه وقف للجامع الأموي ودرّ ريعاً لهذا الجامع حتّى عام ١٩٠٨.
المقال المقبل عن ظاهر مدينة دمشق.
للتذكير والتوكيد المعالم دون دائرة سوداء مرقّمة لا تدخل في وقف الجامع الأموي وإذا تمّت الإشارة إليها فهذا فقط كنقاط علّام لتحديد موضع الأملاك الموقوفة.
كافّة المعلومات أعلاه من كتاب "أوقاف الجامع الأموي" أو "الصحيح الجامع في صريح الجامع" لمؤلّفيه " Astrid Meier و Élodie Vigouroux و Mathieu Eychenne. مفاتيح الخريطة كما يلي:
١. كلّ ما هو دائرة سوداء مرقّمة فهو ملك وقف جزئيّاً أو كليّاً بغضّ النظر عن حجمه أو أهميّته (حانوت أو سوق أو قيساريّة إلخ).
٢. اللون الأخضر مخصّص للمباني الدينيّة (جامع أو مدرسة...).
٣. اللون الأحمر للمؤسّسات التجاريّة (خان أو قيساريّة أو سوق...).
٤. اللون الأزرق للحمّامات والسيل والمراحيض.
٥. اللون الأسود كلّ ما هو غير مشمول أعلاه.
٦. الخطّ المتقطّع يمثّل الموضع التقريبي لمعلم دارس.
No comments:
Post a Comment