Saturday, May 4, 2024

البيت رقم ٣٢٣

 


التنقيب في دمشق القديمة عمليّةٌ في منتهى الصعوبة باستثناء مواقع معيّنة (صحن الأموي والفضاء وسط القلعة) أو في أعقاب كوارث معيّنة منها ما تمخّض عن دراساتٍ متعمّقة على الأنقاض (كما في أعقاب حريق الأموي عام ١٨٩٣ وقصف سيدي عامود عام ١٩٢٥) ومنها ما تَلَتْهُ أبنيةٌ جديدةٌ شُيّدت على جناح السرعة فوق الرماد والحطام دون أسبارٍ من أي نوع (كما حصل غداة مأساة ١٨٦٠). 

حديث اليوم عن اكتشافٍ مثيرٍ للاهتمام إلى أبعد الحدود ندين به إلى ترميم البيوت العتيقة وإصلاح أقنية التمديدات في العمارة الجّوانيّة اعتباراً من مطلع القرن الحادي والعشرين وفي هذا السياق أزيلت عام ٢٠٠٩ كلسة enduit الجدار الغربي (المطلّ على الصحن) في بيت يقع على بعد حوالي ٧٥ متر إلى الشرق من الجامع الأموي (بعبارة ثانية بين سوريّ هيكل المشتري) وظهر تحتها قطعة من عقد arc عتيق.


كانت الخطوة التالية تشكيل فريق من المحترفين وإجراء تنقيب منهجي للموقع. ندين للدكتور همام سعد بمقالٍ مصوّر بطول خمسة عشر صفحة نشرته مجلّة Syria بالفرنسيّة عام ٢٠٢٢ فصّل فيه المؤلّف أعمال الحفريّات ووضَعَ الآبدة في إطارها التاريخي استناداً إلى نقش كتابي مؤرّخ قبل محاولة تصوّر الوضع الأصلي للبناء انطلاقاً من الآثار الماديّة المتبقيّة وبالمقارنة مع أوابد مماثلة. 




يتبع. 










No comments:

Post a Comment