أودّ، قبل الدخول في تحليل الدكتور همام سعد لمعطيات تنقيب البيت ٣٢٣، التذكير بالنقاط الآتية:
- الموقع في العمارة الجوّانيّة بين سوريّ هيكل المشتري في دمشق إلى الشرق من الجامع الأموي.
- لدينا فكرة جيّدة عن الجدران المحدّدة لهيكل دمشق الداخلي (الجامع الأموي حاليّاً) والخارجي أمّا عن الأبنية التي شغلت الهيكل والفضاء بين السورين قبل الإسلام فمعلوماتنا متواضعة للغاية إن لم تكن شبه غائبة.
- البناء قيد الحديث مؤرّخ بفضل النقش كتابي الذي تعرّضنا له ويعود إلى منتصف القرن الثاني للميلاد وعهد الإمبراطور أنطونينوس پيوس (أنطونينوس التقي) وكما رأينا بُنِيَ هيكل المشتري في القرن الأوّل.
ننتقل الآن إلى تلخيص سريع لوصف البناء.
تفصل مسافة خمسة أمتار بين الجدار الغربي وأعمدته الإيونيّة الطراز من جهة والجدار الشرقي من جهةٍ ثانية. هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بوجود باب في الجدار الشرقي يتمحور مع الفتحة المركزيّة بين أعمدة الجدار الغربي.
البناء ليس أحد مكوّنات الرواق الذي يطوّق الجدار الخارجي لهيكل المشتري من الداخل بدلالة أعمدته التي تتميّز بكونها أصغر من أعمدة رواق الهيكل المذكور أوّلاً وأنّها منحوتة من قطعة واحدة من الحجر monolithes (وليس من فقرات tambours كما هو الحال في أعمدة الرواق) ثانياً. أضف إلى ذلك غياب الاستمراريّة alignement بين أعمدة المبنى قيد الحديث وأعمدة الرواق.
استنتج الدكتور سعد أنّ العناصر المعماريّة المكتشفة تحت البيت رقم ٣٢٣ شكّلت قسماً من مجمّع مستقلّ في الفضاء بين سوريّ الهيكل وأنّ ما وجدناه هو دهليز المصلّى chapelle كما في التصّور الثلاثي الأبعاد في الشكل الملحق.
No comments:
Post a Comment