أوّل من ذكره المسعودي في مروج الذهب الذي كتب عام ٣٣٢ للهجرة (٩٤٣ - ٩٤٤ للميلاد):
"وهذا الموضع بدمشق في هذا الوقت - وهو سنة اثنتين وثلاثين وثلاثمائة - سوقٌ من أسواقها عند باب المسجد الجامع يعرف بجيرون وجيرون هو بنيان عظيم كان قصر هذا الملك عليه أبواب من نحاس عجيبة بعضها على ما كانت عليه والبعض من مسجد الجامع".
مزيد من التفاصيل لدى الشريف الإدريسي (وفيّات ١١٦٦ م) ونزهة المشتاق في اختراق الآفاق بعد مائتيّ عام على وجه التقريب:
"وبها المسجد الجامع الذي ليس على الأرض مثله بناءً ولا أحسن منه صفةً ولا أتقن منه إحكاماً ولا أوثق منه عقداً ولا أغرب منه رسماً ولا أبدع منه تلميعاً بأنواع الفصفص المذهّب والآجرّ المحكوك والمرمر المصقول وهو في مربعةٍ تُعْرَفُ بالميزاب فمن جاءه من ناحية باب جيرون صعد إليه في درج رخام كبير واسع نحو من ثلاثين درجة ومن قَصَدَهُ من ناحية باب البريد والقبّة الخضراء وقصر اليتمين وحجر الذهب وباب الفراديس كان مدخله مع الأرض بغير درج" (١).
نأتي إلى ابن جبير (١١٨٤ للميلاد) والصفحة ٢٥٧ من الرحلة:
"وأعظمها منظراً الدهليز المتّصل بباب جيرون يخرج من هذا الباب إلى بلاط طويل عريض قد قامت أمامه خمسة أبواب مقوّسة لها ستّة أعمدة طوال".
أحصى Dickie عام ١٨٩٧ (صفحة ٢٨٠) اثنتين وثلاثين درجة شاهداً بذلك على دقّة وصف الإدريسي وذكر Porter عام ١٨٥٥ (صفحة ٦٦) الأعمدة الستّة شرق باب جيرون والعقود النصف دائريّة التي حدّدتها توكيداً لما أورده ابن جبير مع مزيدٍ من التفاصيل منها أنّ مدى العقد المركزي كان أكبر بمرّتين من نظيره في العقود الجانبيّة. يعطي مخطط Porter الشهير للجامع - والأدقّ إلى حينه - فكرةً لا بأس بها عن مسقط الرواق المعّمد القديم شرق باب جيرون ولدينا أيضاً المجسّم (الرسم الملحق) في الصفحة ٥٣ من الطبعة الثانية لكتاب طلال العقيلي.
(١) ذكر صلاح الدين المنجّد في تحقيقه لابن عساكر حصن (وليس قصر) الثقفييّن عوضاً عن قصر اليتيمين.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment