الأسطر التالية مقتبسة بتصرّف عن الصفحتين ٢٢ - ٢٣ من كتاب جامع دمشق الأموي للدكتور آلان جورج.
مصادرنا الأقدم بلا منازع عن الجامع الأموي شعراءٌ عاصروا بنائَهُ ونظموا القصائد في مدح الوليد بن عبدالملك: جرير والفرزدق والنابغة الشيباني. تأخّرت كتابات الرواة أو على الأقلّ ما وصلنا منها مئات الأعوام عن المأثرة قيد الحديث وأهمّها بلا منازع ما خطّه الدمشقي الحافظ ابن عساكر (١١٠٥ - ١١٧٦ للميلاد) وكتاب "تاريخ مدينة دمشق" الذي شغلت مخطوطته ثمانين مجّلّداً (٧٤ مَتْن الكتاب + ستّة أجزاء للفهارس). أحد أجزاء الكتاب مكرّس لخطط دمشق (وصف طبوغرافي) حقّقه صلاح الدين المنجّد وترجمه Elisséeff إلى الفرنسيّة والباقي تراجم بلغ عددها ١٠٢٢٦ (!!). اعتمد روّاد المؤرّخين منهج التراجم الذي استلهمه ابن عساكر من الخطيب البغدادي (١٠٠٢ - ١٠٧١ للميلاد) مؤلّف "تاريخ بغداد" كما فعل ابن العديم لاحقاً في "بغية الطلب في تاريخ حلب". لخّص ابن منظور (١٢٣٢ - ١٣١١ م) صاحب لسان العرب عمل ابن عساكر في "مختصر تاريخ دمشق".
كرّس ابن عساكر ثلث كتابه الضخم للفترة بين النبي محمّد وسقوط الأموييّن ومن حقّنا أن نتساءل عن مصداقيّة رواياته لأحداثٍ فصلته عنها أربعمائةٌ من الأعوام. اعتمد الحافظ أسلوب سلسلة الإسناد (على غرار رواة الأحاديث المنسوبة إلى النبي). فيما يلي أسماء بعض المؤرّخين الدمشقييّن الذين اندثرت أعمالهم الأصليّة باستثناء ما وصلنا منها عن طريق ابن عساكر:
- ابن عائذ القرشي (٧٦٧ - ٨٤٧ للميلاد).
- أبو زرعة الدمشقي (وفيّات ٨٩٥ م).
- أحمد ابن المعلّى بن يزيد الأسدي الدمشقي (وفيّات ٨٩٩ م). لربّما كان أوّل من كتب تاريخاً مكرّساً للجامع.
- محمّد ابن الفيض الغسّاني (٨٣٤ - ٩٢٧ م).
أضف إلى ذلك ما ذُكِرَ عن الجامع الأموي في سياق "فضائل الشام ودمشق" لعلي ابن محمّد الرَبَعي (وفيّات ١٠٥٢ م).
تناقصت شعبيّة منهج التراجم biography لدى المؤرّخين اعتباراً من القرن الخامس عشر للميلاد وزاد اعتماد الأخبار chronicles والتسلسل الزمني chronology. ليس هذا الأسلوب الأخير بالجديد من وجهة نظرٍ تاريخيّة بدلالة أسفار الملوك وأخبار الأيّام في كتاب العهد القديم والحوليّات الآشوريّة وغيرها.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment