أدين بمنشور اليوم إلى صديقي العزيز الدكتور عبد الرزّاق معاذ الذي تلطّف ولفت نظري إلى مقال قصير عن الكتابة اليونانيّة على ساكف الفتحة الشرقيّة لبوّابة كنيسة دمشق القبليّة المثلّثة (المسدودة حاليّاً) لأستاذة التاريخ الروماني Catherine Saliou يعود إلى العام ٢٠١٩.
رأينا بالأمس كيف قرأ الأب Mouterde هذا النقش "زيّن النسر عرشَهُ؛ ملْكُهُ..." واستبعد أن يكون من المزامير (على عكس النقشين فوق فتحتيّ البوّابة المركزيّة والغربيّة) ورَبَطَهُ بالأحرى برؤيا يوحنّا وحزقيال.
تحفّظت الدكتورة Saliou على هذا التأويل كون الإشارات إلى رؤيا يوحنّا في النقوش الكتابيّة الشرقيّة نادرة أمّا في حالة حزقيال فهذا النقش - إذا صحّت قراءة Mouterde - فريدٌ من نوعِهِ.
تشوّهت الكتابة مع الزمن ومع ذلك لدينا صورة حديثة ودقيقة لها بفضل خبير النقوش الكتابيّة اليونانيّة واللاتينيّة الدكتور Julien Aliquot قرأتها Saliou كما يلي:
---- EΤΟΙMΑΣENΤΟΝΘ . . . . NAΥTΟΥKAΙΗΒΑΣΙΥ
-----] ἐτοίμασεν τὸν θ[ρόνο]ν αὐτοῦ καὶ ἡ βασι{υ}/[λεία ---
اختلفت Saliou مع Mouterde في قراءة ثلاثة أحرف وانتهت إلى النتائج الآتية:
- حمل الساكف قيد الحديث نقشاً مختلفاً قَبْلَ النصّ الآنف الذكر لم يبق منه إلّا Y في نهاية السطر. من الممكن أنّ النقش الدارس سابقٌ لتحويل معبد المشتري إلى كنيسة مسيحيّة.
- النصّ اليوناني المسيحي مأخوذ من الترجمة السبعينيّة Septuagint لكتاب العهد القديم والآية التاسعة عشرة من المزمور رقم ١٠٢:
"لأَنَّهُ أَشْرَفَ مِنْ عُلْوِ قُدْسِهِ. الرَّبُّ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ نَظَرَ،"
- هذا يعني أنّ كتابات السواكف القبليّة الثلاث مأخوذة بالفعل من المزامير، وليس فقط كتابتيّ ساكف الفتحتين المركزيّة والغربيّة كما اعتقد الأب Mouterde.
Catherine Saliou. À Damas, de l'Apocalypse aux Psaumes. Zeitschrift für Papyrologie und Epigraphik, Bd. 210 (2019), pp. 135-136
Gérard Degeorge. La Grande mosquée des Omeyyades, Damas. Paris 2010
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021
René Mouterde. Inscriptions grecques relevées par l'Institut Français de Damas. Syria 1925 (pp. 351-364).
No comments:
Post a Comment