كتب المؤرّخ البيزنطي ثيوفانس (٧٦٠ - ٨١٧ للميلاد) تحت أحداث عام ١٠١٧ حسب التقويم السلوقي (١) = تشرين أوّل أكتوبر ٧٠٥ - أيلول سپتمبر عام ٧٠٦ للميلاد:
"استولى الوليد على أقدس كاتدرائيّات دمشق. السبب هو غيرة هذا التعس من المسيحييّن وجمال هذه الكنيسة المنقطع النظير. حرّم الوليد أيضاً كتابة السجلّات الرسميّة العامّة باليونانيّة وأبرم أمرَهُ أن تحرّر بالعربيّة باستثناء الأرقام نظراً لاستحالة كتابة وحدة أو زوج أو مجموعة من ثلاثة أو نصف أو ثلث بهذه اللغة (٢) ولهذا السبب لا يزال العرب يوظّفون الكتّاب المسيحييّن إلى اليوم".
ما يهمّنا من هذا النصّ وما شاكَلَهُ أنّ معظم أخبار الأيّام السريانيّة تتّفق على أنّ هدم الكنيسة الدمشقيّة - بهدف بناء الجامع الأموي تمّ بين تشرين أوّل ٧٠٥ إلى أيلول ٧٠٦ للميلاد ممّا يتّفق مع سرد الفسوي (الذي نقل عنه ابن عساكر) والبلاذري وليس المسعودي. جرى الهدم إذاً بعيد وفاة عبد الملك في نهاية العام ٨٦ للهجرة أي بين تشرين أوّل أكتوبر وكانون أوّل ديسمبر عام ٧٠٥ للميلاد.
(١) يبدأ التقويم السلوقي في الأوّل من تشرين أوّل عام ٣١٢ قبل الميلاد.
(٢) استعمل اليونان والآراميّون الأحرف عوضاً عن الأرقام وعلّ هدف المؤلّف من هذا النصّ الغامض التوكيد على غياب أسلوب معتمد لكتابة الأرقام بالعربيّة آنذاك. بدأ اعتماد الأرقام الهنديّة أو ما يسمّى اليوم بالعربيّة في مطلع العصر العبّاسي.
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
Walīd builds the mosque of Damascus
No comments:
Post a Comment