لتوخّي الدقّة مسجد دمشق الأّول هو مسجد خالد بن الوليد والكلام هنا عن مسجد الصحابة في سياق تاريخ جامع بني أميّة الكبير.
الأسطر التالية مختصرة عن الصفحات ٥٩ - ٦٠ من كتاب الدكتور آلان جورج:
أوّل من وصف جامع دمشق الكبير بتفصيل معقول هو المقدسي (القرن العاشر للميلاد) في كتاب أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم. ذكرالمؤلّف محرابين في الجامع الأموي أحدهما محراب الصحابة الذي أشار إليه دون تسميته في النصّ الآتي (صفحة ١٥٨):
"وعلى الميسرة محرابٌ آخر دون هذا للسلطان وقد كان تشعّث وسَطُهُ فسمعت أنّه أُنْفِقَ عليه خمسمائة دينار حتّى عاد إلى ما كان".
بعبارة ثانية المحراب الثاني أقّل فخامةً من الحراب المركزي تَصَدّع ورُمِّم.
الحافظ ابن عساكر (القرن الثاني عشر) أوّل من سمّى المحراب الشرقي محراب الصحابة وذكر القليلة فيه.
إذا قبلنا هاتين الشهادتين فهذا يعني وجود مسجد ومحراب للصحابة بيد أنّ هذا لا يُتَرْجَم بالضرورة إلى كون هذا المسجد بناءً (مصلّى العيدين مثلاً كان في الأصل مكشوفاً) وليس هناك نصّ تاريخيّ يذكره بهذه الصفة اللهمّ باستثناء Adomnán نقلاً عن Arculf:
"تأسّست كنيسة كبيرة في دمشق تكريماً للقدّيس يوحنّا المعمدان وبنى السراسنة الكفّار أيضاً كنيسة في نفس المدينة يتردّدون عليها بانتظام".
هناك أيضاً قصيدة الفرزدق (مطلع القرن الثامن) والبيت الآتي منها:
فهمّك الله تحويلاً لبيعتهم عن مسجد يتلى فيه طيّب الكلم
التفسير
ألهمك الله (أيّها الخليفة) أن تُبْعِدَ كنيسةَ المسيح عن المسجد الذي يُتلى فيه طيّب الكلام (آي الذكر الحكيم).
إذاً أشار الفرزدق (وقبله النابغة الشيباني) إلى مسجد الصحابة ولكن دون أي تفاصيل تنّم عن وجود بناء.
مع هذا لا يوجد ما يمنع أنّ المسلمين بنوا مسجداً للصحابة بيد أنّ الأدلّة عليه واهية وبالكاد ترك أثراً في ذاكرة دمشق باستثناء المحراب.
يتبع
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021.
No comments:
Post a Comment