النقش الكتابي اليوناني على ساكف بوّابة معبد المشتري القبليّة دليلٌ لا يقبل الدحض على تحوّل الهيكل الوثني أو قسمٍ منه إلى كنيسةٍ مسيحيّةٍ هُدِمَت ليحلّ الجامع الأموي محلّها في عهد الوليد.
البوّابة المذكورة مثلّثة الفتحات وكما رأينا تواجدت كتابةٌ يونانيّةٌ فوق كلٍّ من هذه الفتحات الثلاث. لا يزال النقش الأشهر على الساكف المركزي موجوداً إلى اليوم ورسومه وصوره كثيرة اعتباراً من النصف الثاني للقرن التاسع عشر ناهيك عن ذكره المتواتر في كتابات المستشرقين. النصّ مأخوذ بتصرّف من الآية ١٣ من المزمور ١٤٥ (العهد القديم) التي وردت في تعريب الكتاب المقدّس كما يلي:
"مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ."
تعريب النصّ المعدّل على ساكف البوّابة المركزي هو الآتي:
"ملكك أيّها المسيح ملك كلّ الدهور وسلطانك في كلّ دورٍ فدور".
اقتصرت الإضافة إذاً على المسيح أي الابن ثاني الأقانيم الثلاثة.
حُرِّمَت العبادات القديمة تحت حكم الإمبراطور ثيودويوس الكبير (٣٧٩ - ٣٩٥ للميلاد) واعتُمِدَت المسيحيّة دون سواها ديانةً رسميّةً للدولة. ترتّب على ذلك تحوّل الهيكل عن ديانات حدد - المشتري إلى العبادة الجديدة ولا ريب أنّ قدس الأقداس cella أصبح كنيسةً كما جرى في تدمر وكثيرٍٍ من المواقع. اكتفى Jean Malalas (الذي كَتَبَ في القرن السادس للميلاد) بالقول أنّ ثيودوسيوس حوّل هيكل دمشق إلى كنيسةٍ مسيحيّةٍ دون تزويدنا بالتفاصيل وكذلك الحال في أخبار أيّام الفصح chronique pascale الذي كُتِبَ في القرن السابع.
الخلاصة لا بدّ أنّ الكتابة المذكورة تعود إلى العهد البيزنطي.
للحديث بقيّة.
اللوحة الملحقة عن Guérin.
Gérard Degeorge. La Grande mosquée des Omeyyades, Damas. Paris 2010
Alain George. The Umayyad Mosque of Damascus. Art, Faith and Empire in Early Islam. Gingko, 2021
René Mouterde. Inscriptions grecques relevées par l'Institut Français de Damas. Syria 1925 (pp. 351-364).
No comments:
Post a Comment